الهدنة المفقودة ..!!

02:30 2022/05/25

ها هي الهدنة المعلنة بين الأطراف المتصارعة في اليمن والمحددة بشهرين تشارف على الإنتهاء ، ولم يلمس المواطن اليمني أي تغيير إيجابي على أرض الواقع ، فالطرقات مقطوعة والأسعار مرتفعة ، والمطارات مغلقة ، والمرتبات مصادرة ، والحقوق والحريات ممنوعة ، والجبايات والرسوم والضرائب متصاعدة ، فالوضع لم يتغير ولم يشعر المواطن بأي تحسن في اي جانب من جوانب الحياة ، ولا يوجد أي فرق يذكر سواء في وقت الحرب او في وقت الهدنة ، وكل ما في الأمر هو أن الأطراف المتحاربة شعرت بالانهاك والتعب ، فكانت في حاجة لفترة استراحة ، لإعادة ترتيب صفوفها وأخذ قسط من الراحة لمحاربيها ، استعداداً لمعركة قد تكون أكثر دموية وأكثر عنفاً ..!! 
 
وبذلك فإن هذه الهدنة ليست اكثر من استراحة محارب ، وليست هدنة بالمعنى المتعارف عليه ، بمعنى هذه الهدنة لم تكن من أجل تخفيف المعاناة على المواطنين اليمنيين الذين انهكتهم الحرب ، لأن شيئاً لم يحدث في الجانب الانساني ، بل إن المساعدات الانسانية التي كان يحصل عليها بعض المواطنين من منظمات دولية وأممية قد تم تقليصها بشكل كبير ، وخصوصاً في جانب المساعدات الغذائية ، فمن كان يستلم 75 كيلو غرام من القمح والدقيق و8 لترات من الزيت ، و10 كلغ من البقوليات و5 كلغ من السكر خلال فترة الحرب ، استلم في شهر الهدنة فقط 50 كلغ من القمح المطحون ، فأين التحسن في الجانب الانساني ، ولماذا لم يتم استغلال فترة الهدنة لإغاثة المنكوبين والمتضررين من الحرب ، ولماذا تم تقليص المساعدات الغذائية إلى الثلث فقط ..!! 
 
كل ذلك وغيره كثير يؤكد بأن الهدنة لم تكن في مصلحة المواطن اليمني ، ولم يكن الجانب الانساني محط اهتمام ، فلم يحصل أي تغيير ايجابي في حياة المواطنين ، ولم تكن معاناة ومآسي المواطن اليمني يوماً محط اهتمام سواء عند الأطراف المتحاربة او عند المنظمات الدولية والأممية ، ولم يكن الحديث عن الجانب الإنساني سوى استغلال سياسي واستهلاك اعلامي ، فأين الإنسانية عند من يصرون على قطع الطرقات ويرفضون فتحها في وجه المواطنين اليمنيين الذين يتجرعون كل صور المعاناة جراء ذلك ، وأين الإنسانية عند من يصرون على قطع مرتبات الموظفين للعام السادس على التوالي ، ويجعلونهم يتجرعون كل صور الحرمان والفاقة والفقر ، لذلك لم يعد هناك من داعي للمزايدة بالجانب الانساني من اي طرف كان ، فقظ كشفت الأيام والأحداث بأن معاناة الانسان اليمني هي آخر اهتمامات الأطراف المتصارعة ، وأي حديث عنها ليس اكثر من مزايدة واستغلال أمام الرأي العام العالمي ، ليظل الجانب الأنساني ليس أكثر من ضرورة تقتضيها ظروف المعركة ومصالح الأطراف المتصارعة ، وكذلك الحال بالنسبة للهدنة ، فهي هدنة عسكرية وليست هدنة إنسانية ..!!