غدير الشرعبي تبحث عن قاتل أبيها في ظلمة الانفلات الأمني
شهدت مدينة تعز مطلع الأسبوع الماضي جريمة بشعة هزَّت أرجاء وأحياء وجبال المدينة، حيث قام الجاني وليد كامل بتوجيه بندقيته إلى جسد الحاج سيف الشرعبي، وإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلاً بسبب طلبه من الجاني وشلته عدم التخزين أمام باب ونوافذ منزله.
ومنذ زمن الحادث ووقت مشاهدة الإعلامية غدير الشرعبي جثة والدها مرمية على الأرض، ودموع عينيها لم تتوقف ، وبكاءها وصراخها لا يزالان يدويان في أرجاء المدينة، مطالبة أجهزة الأمن والسلطة المحلية بقاتل أبيها .
وبسبب بشاعة وفظاعة الجريمة ومظلومية المجني عليه وأُسرته، تعاطف وتضامن الجميع مع غدير الشرعبي وأُسرتها، وأشعل الإعلامون والناشطون والناشطات وسائل التواصل الاجتماعي. أسبوع كامل ناشدت فيه غدير الشرعبي رئيس مجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية بالمحافظة وقيادة المحور والأجهزة الأمنية والاستخباراتية بالمدينة، وطالبت بملاحقة القاتل والقبض عليه ومحاكمته وتحقيق العدالة، ولكن كل ذلك لم يحقق طلبها المتمثل في إلقاء القبض على قاتل أبيها . فقد تبخر القاتل وعجزت أجهزة الأمن عن إحضاره.
إن قضية والد غدير الشرعبي ليست مجرد قضية عادية بل هي تعبير عن معاناة ٱلاف الأشخاص الذين يعانون من انعدام الاستقرار الأمني وعجز أجهزة الدولة عن حماية المواطنين، وتأثير الانفلات الأمني والفوضى التى تعيشها المدينة على الجميع. ولذلك لا بد أن تعلم بأن معركتها التى تخوضها من أجل تحقيق العدالة هي جزء من معركة أوسع ضد الانفلات الأمني الذي يعصف بالمدينة ويؤثر على حياة جميع ابنائها، وان البحث عن العدالة في مثل هذه الظروف المليئة بالظلام والرعب والبطش، يصبح أمراً صعباً شاقاً، وبنفس الوقت يظل الطريق الوحيد لتحقيق العدالة وبناء مجتمع آمن ومستقر.
وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهها غدير إلا أن أملها وأمل الجميع في تحقيق العدالة لم ولن ينطفئ، فهي تبحث في كل زاوية عن خيوط تشير إلى القاتل الذي أفقدها أغلى ما تملك وسط عالم مليء بالفوضى والخوف، وسلطة غارقة بالفساد، والجبايات، وأجهزة أمنية عاجزة عن حماية حياة وممتلكات الناس.
تضامننا المطلق مع الأخت غدير الشرعبي وأسرتها، ونُحمِّل سلطة المدينة المسؤولية الكاملة عن كل الأعمال الجنائية والإجرامية التي تحدث داخل المدينة، وخاصة الصادرة من قبل المسلحين الذين يتبعون المؤسسة الأمنية والعسكرية.