صنعاء اليوم عند اليمنيين لم تبق سوى ذكرى للماضي فقط

08:32 2023/07/11

لم تعد صنعاء عاصمة الثقافة العربية ومدينة الجمال والأناقة، لم تعد صنعاء اليمن حبيبة قلوب أبناء هذا الوطن أو كما يحلو لهم أن يسموها عاصمة التاريخ والحضارة، لقد توقف جريان الأصالة الأزلي فيها وأصبحت الحياة فيها مملة وأصبحت تسمى مدينة الكهنة ومخلفات الأمامة، يا ترى ماذا حصل فجأة تبدل كل شيء في أيام، و أضحت العاصمة التاريخية للوطن ومدينة الجمال والبهاء الأزلي مدينة أشباح مُخِيفة ممتلئة بكمية كبيرة من العناصر المليشاوية من آكلي لحوم بشرية.
 
لا يمكن أن يُمحى تاريخ هذه المدينة العريقة لمجرد وجود هذه الفئة الضالة والمتخلفة، هذه المليشيات الرجعية والطائفية، واسألوا صفحات التاريخ كيف وقفت هذه المدينة عصية في وجوه الطغاة بدءا بالغزو الحبشي والفارسي وطغيان الإمام أحمد حميد الدين.
 
لقد أصبحت الشوارع خائفة ممتلئة بالطائفية والعنصرية والتخلف العقلي في كل مكان ابتزاز ونهب ثروات واختطاف وتشريد وتنكيل، لقد وصل الحال إلى رثاء أن يبكي المواطن سوء الأعباء والأوضاع المأساوية اللعينة السائدة التي يعيشها يموت المواطن المسكين من الجوع والفقر وربما تموت عائلته بأسرها في صنعاء اليمن هناك أم تنتظر أن يعود ابنها وقد جفت دموعها، ذاك الذي ذهب ضحية حرب هذه المليشيات الكهنوتية السلالية التي جعلت أغلب الأطفال والشباب وقودا لمعاركها العبثية، فكانت تلك الأسرة لا تملك إلا الدموع من مواساة نفسها وغلبتها الحيلة، هنالك في العاصمة التاريخية للوطن صنعاء ضاعت أحلام فتاة كانت تحلم بالخِطبة ومستقبل شاب أيضاً سرح بعيداً في أحلام الزوجية، هنالك في عاصمة الثقافة صنعاء قد تكسرت قلوب الناس وأصبحت محطمة لا تقوى على شيء، هنالك في عاصمة الوطن والجمهورية أصبحت خطابات السيد والحاكم الكهنوتية أكثر قداسة من حي على الصلاة في مساجد المدينة لتشكو إلى الله، غابت النفحات الإيمانية وقداسة شعائر الصلوات في كثير من جوامع صنعاء اليمن.
 
إنها الكارثة المفجعة والحقيقة التي حلت بمدينة التاريخ والحضارة وعاصمة الأصالة والثقافة والجمال أصبحت ملوثة بكل الرجس والوساخة هنالك في شوراع هذه المدينة فأصبح عويل الكلاب الضالة والمتخلفة وقردة الكهنة تملأ المدينة بأكملها تلك الوحوش المفترسة والمرعبة التي لا تبقي ولا تذر، تقضي على الأخضر واليابس. تذبل وردة وتعطش شجرة ويظمأ الرجل المسن ويرتعد الأطفال في الحارات وفي الأزقة وشوارع المدينة، تجد الهتافات والشعارات المليئة بالعنصرية والحماقه والطائفية والمذهبية بعيدا عن الإنسانية والوطنية والإسلام، بدلاً عن المحبة والسلام وتقبل الآخر  الكل يرفع بيديه لأجل قتلنا وكأننا لسنا من هذا الوطن أو من البشر  الذين يقتل الأبرياء منهم ويستحل أموالهم وممتلكاتهم و بيوتهم ويروع صغارهم و كبارهم لا يمكن أن يسبط الأمن والأمان ويقدم التضحيات من أجل شعب ذاق المرارات. الذي يقتل الأبرياء منبوذ عند الله وعند الناس  لقد مالت جوانب المدينة وألقت الحرب بظلالها على جميع الدولة ليست صنعاء الحبيبة وحدها، لأن القلب إذا تأثر لن تسلم بقية الأعضاء.