1مايو بين شرعية (مكرشة) وعامل آيل للسقوط

قبل 3 ساعة و 44 دقيقة

كعادتنا في هذه البلاد "المأساة" نهتم بالشكليات على حساب مضمون متآكل ومفتت، نهتم بالمظاهر الكاذبة على حساب جوهر مهترئ حد الوجع.. نهتم بإعطاء العامل إجازة 1مايو بينما واقعه أشد إيلامًا من الموت نفسه.

تدور السنة دورتها ويأتي عيد العمال يجرجر أذيال الخيبة ليجد أننا كما نحن نغوص في عمق اللاكرامة واللانسانية في بلد ما عاد للإنسان فيه قيمة.

ما زلنا لم نفهم أن دول العالم تعطي العامل إجازة وهو مكتفي ماديًا ويعيش بكرامته، كل طلباته متوفرة. لكن هنا في اليمن على ماذا يعطون العامل إجازة؟ولماذا؟ 
الإجازة معناها ان يكون عايش بكرامة مؤمَّن من كافة النواحي المعيشية والاقتصادية، لا يهم هم الرغيف، ولا هم الإيجار، ولا مرض أولاده وعجزه عن توفير حبة دواء لهم.

هكذا نحن، اعتدنا على المهازل، مهزلة أن تمنح عامل إحازة بينما معدته يابسة من الجوع، وسقف بيته مهدم، وبابه مُشرع على الألم.. مهزلة أن تقول لموظف (هذا يومك) وهو خال من الكرامة بلا راتب، وبلا مأوى، وبلا واقع مشرف، وبلا رغيف يسد رمقه، ومطبخه خاو على عروشه، وقطمة السكر وكيس الطحين سعرهما أصبح أكثر من راتبه الذي بالكاد بستلمه بعد أن يشحته شحت ممن يسمون أنفسهم حكومة لكنها بلا وطنية.

ومن ضمن المهازل التي نعيشها شرعية "مكرشة" تعيش التخمة بكل صورها، فساد طافح فاحت رائحته، رواتب بمئات الدولارات لها ولشلة المنافقين من حولها. شرعية ما زالت تعيش أحلاما وردية ولبس لها علاقة بواقع المعاناة التي يعيشها اليمني، تتعامل مع اليمنيين من بروج عالية بينما نحن نتجرع الويلات وشتى صنوف القهر..
شرعية متخمة على حساب موظف وعامل آيل للسقوط، جائع مشرد، خائف، مشتت وصل حد الجنون والانتحار، وفي الأخير تتفضل عليه بيوم إجازة.. اللعنه عليكم وعلى من ولاكم على رقابنا.

تكشف لنا هذه المهازل التي نعيشها في واقعنا هذا الذي أكلته الديدان ، كمية الاستهتار بكرامة الموظف اليمني، والدوس على جراحه بأقدام من لهب التجاهل والسحق لإنسانيته وآدميته لدرجة مرعبة.