2 ديسمبر .. ثورة العظماء

12:21 2024/12/03

في الثاني من ديسمبر  قرر  الرجال العظماء في اليمن عزم الأمر على الانتفاض ضد الكهنوت الحوثي الإمامي واعطائه درسًا في البطولة والوطنية الحقيقية وحب الوطن.

ولأنه اعتقد أن السكوت والمكوث بأرض وطننا قد يجعله مالكا لانتماء الناس وتأييدهم، غير أنه لم يدرك للحظة أننا في اليمن لا نتنازل عن الهوية والجمهورية ولو تم إبادتنا جميعًا .. وما الثاني من ديسمبر  إلّا جس نبض للانتصار المحتوم، ثوره مجيدة خُلدت في الأذهان وأصبحت مثالًا في العالم بأسره، وأعطت أملًا للمضطهدين في كل بقاع الأرض بأن الوطن لأهله ولو طال بقاء المحتلين.

أنتفاضة الثاني من ديسمبر كانت اللحظة التي عرف فيها اليمني نفسه، الزمن الذي استعاد فيها الإنسان فاعليته واستطاع أن يزحزح جدار الطاغوت والرجعية والمليشيات، ويدشن حقبة جديدة من النضال والكفاح وروح اليمن الجمهوري في مسار الحياة..

لقد كان ثوار الثاني من ديسمبر يعرفون ان المآلات ستكون قاسية والتضحيات كبيره، ومع ذلك كان لا بد من أنتفاضه لإيقاف هذا العبث، لهذا كان الثاني من ديسمبر هو الحل واليقين الذي نستعصم به من الزيف، ونشتد حين نتذكره، الرهان الذي يمنعنا من الانهيار ويرمم آمالنا المتصدعة.

قبل الثاني من ديسمبر ما كان أحد يتصور أن الشعب قادر على مواجهة هذا الكهنوت أو خلخلة الواقع المسدود لكنه فاجئ الجميع وكشف القناع عن إرهاب هذه المليشيات، وفعل ما لم يستطع التحالف بأكمله فعله. ولعل أعظم ما فعله الثاني من ديسمبر هو أنه أعاد مفهوم الثورة للواجهة، أثبت إمكانية الفعل وأعاد للإنسان اليمني حيويته وقدرته على المساهمة في صناعة أحداث الحياة الكبرى، بعد أن كاد لفظ الثورة أن يتحول لمفهوم متجمد في الكتب ومتحف التاريخ..

رجال الثاني من ديسمبر بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح أحسنت الظن في الله وجعلته وكيلها ضد من سعى لأجل تخريب وتدمير الوطن بالقوة.

ثوار ديسمبر العظيم أولئك العظماء الذين قابلوا عدوهم بمرجعيات الجمهورية والثوره و بإرادة كبيرة وبمعنويات مرتفعة، لأنهم أصحاب الحق الذي لن يحبط، ولن يفشل، ولن يحيد عن هدفه، وهذا هو الفرق بين أن تكون مظلوما وبين أن تكون ظالما .

رحم الله الشهيد الزعيم ورفيق دربه الأمين وكل شهداء ديسمبر الأبرار .. وجعلهم في الفردوس الأعلى مع خير خلق الله الصالحين.