شتات لم يكن متوقعاً

12:45 2023/05/13

لا يوجد شيء ليكتب، فالواقع أكبر وأعظم من أن تحده عدة حروف وبضع كلمات، الواقع أبشع من ذلك بكثير فقط كل شيء يلخص هذه الكلمات التي أكتب عنها الآن في وطني أصبحت هي الواقع الذي نعيشه والذي لم يكن متوقعاً أو في حسبان أحد هي الحقيقة المؤلمة التي يعيشها الشعب اليمني جمعا تتلخص في هذه العبارة حياة قليلة وموت كثير.
 
 نحنُ الذين دفعنا ثمن رهاناتٍ لم نخترها من البداية، الخاسرين في كل شئٍ و الفارغينَ من الحلولِ، يا صديقي نحنُ الحُلم الذي لم يُستفاق منَّا بعد، يُعوِّلون علينا كثيراً، على من نُعوِّل نحنُ أشباهُ التائهين. 
 
كان هذا جوابُ صديقي عندما سألتُه: كيف حالك؟
 
أجابني صوتُه: بخير، وقالت عيناه كُلَّ ما سبق. 
 
نحن الذين طالما تمنينا الكثير لم نكتف بذلك فقط، بل رسمنا المزيد من الأحلام، والتي قد كنا بدأنا في تحقيقها بالفعل، والآن تحديدًا.
 
نحن في شتات من أمرنا، لا نعرف من نحن! وما الذي ينبغي علينا فعله! وما الذي يمكننا رسمه لهذا المستقبل الذي كان مجهولا دائمًا؛ لكن كنا نملك الأسباب التي تدفعنا إليه بكل قوة لتحقيق أحلامنا النورَ الذي لم نلقاهُ في طريقنا، ظللنا نبحثُ عنه كثيراً في دواخلنا، نُعطي دون مقابل، ننسى دون عتاب، نتأمل خراب أرواحنا مُدَّعين أنَّ النار التي تلتهم حياتنا ستصقِلُنا من جديد أقوى وأمتنَ كالفولاذ "الفاليري"، مُنكرين لحاجة في نفوسنا أنَّ النارَ لا تلدُ إلا الرماد؛ لنتشبثَ بأملٍ زائف. 
 
أما الآن.. فقد تعقدت الأمور أكثر مما كانت عليه سابقًا، ولا نعلم ما الذي يمكننا فعله بالضبط، إذ لا يمكننا التنبؤ بما تحمله لنا الأيام القادمة، لم نلمح ضوءًا ولو كان ضئيلًا لكي يمدُنا بالأمل والتفاؤل جل ما نريده الآن خيطًا، خيطًا فقط ولو كان رفيعًا؛ لكي نتمسك به لنعلم أي الطرق ينبغي علينا أن نسلك.