الأقلام الراقية .. والاقلام المتساقطة ..!!

03:12 2022/08/26

يظل القلم راقياً كلما كان صاحبه يحمل فكراً متوازناً ، ووسطياً ، وحُراً ، ونزيهاً ، وموضوعياً ، ومحايداً ، وشريفاً ، ووطنياً ، وطالما كان صاحبه متحرراً من قيود العصبية ، والمذهبية ، والطائفية ، والسلالية ، وطالما ظل صاحبه يقف دوما وأبدا مع القضايا العادلة ، مع القيم والمبادئ الفاضلة والايجابية . وتتساقط الأقلام كلما ابتعد أصحابها عن تلك القيم الفاضلة ، ووقفوا الى جانب القضايا الغير عادلة ، والغير ايجابية ..!!
 
 لذلك يظل القلم حراً ......... 
مادام صاحبه يقف مدافعاً عن قيم الحرية والمساواة ، ومؤمنا بأن الحرية هبة من الله تعالى وهبها للإنسان ، وليست فضلا من أحد ، ولا يجوز لأحد يكون من كان أن يصادرها أو يحرمه منها ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع العبودية ، والذل ، والتطبيل ، والتهليل لصاحب السلطان ، وتمجيد التسلط والاستبداد والكهنوت ، وتبرير استعباد الإنسان لأخيه الإنسان ..!!
 
 ويظل القلم موضوعياً ......... 
مادام صاحبه يقف في خندق الدفاع ، عن قيم الاعتدال ، والتوازن والوسطية ، ومؤمنا بأن التعدد والتنوع والاختلاف سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون وعنـدما يمتنع عن إصدار التعميمات سواء على المجتمعات أو الدول أو الأمم أو الديانات أو الحضارات ، وعندما يلتزم الحياد والصدق في كل ما يكتب وينقل ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع التعصب الأعمى أياً كان نوعه سواء الديني ، أو المذهبي ، أو المناطقي ، أو الحزبي ، أو السلالي ، الذي يصادر على الناس حرياتهم وحقوقهم ، وعندما يجعل من الكذب والخداع وسائل لتضليل المجتمع وتزييف الواقع ..!!
 
 ويظل القلم فاضلاً .......... 
 مادام صاحبه يقف في خندق الدفاع ، عن الفضيلة ، والقيم الأخلاقية النبيلة والفاضلة والراقية والحضارية ، ومشجعا على انتشارها في أوساط المجتمعات والأمم ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع الرذيلة ،  والسب والشتم ، والقذف ، والتجريح ، والفساد الآخلاقي ، ويشجع على انتشارها وتفشيها في المجتمع ..!!
 
ويظل القلم كريماً ........ 
 مادام صاحبه مدافعا عن حقوق الانسان وكرامة الإنسان ، ومؤمناً بأن الإنسان مخلوق مكرم ، لا يجوز إهانته ، أو إستعباده ، أو استحقاره ، أو إذلاله بغض النظر عن لونه ، أو جنسه ، أو ديانته ، أو عرقه ، أو ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع التمييز العنصري والطبقي ، والسلالي ، والعرقي ، والطائفي ، الذي يصادر على الناس حقهم في الكرامة ، ويبرر استحقارهم والتمييز العنصري ضدهم بمبررات وهية وزائفة لا أساس لها من الصحة ..!!
 
ويظل القلم عقلانياً .......... 
مادام صاحبه يقف في خندق الدفاع ، عن العقل البشري ، ومشجعاَ لتفعيله وإعماله ، ومؤمنا بأن التفكير والاجتهاد واجبٌ من واجبات الدين ، ومؤمنا بأن حدود العقل البشري تظل محصوره في العالم المادي المحسوس ، أما عالم الغيب فعليه أن يؤمن به كما جاء في القرآن ، لأنه ليس من اختصاصه ، وهو خارج عن نطاق قدراته وامكانياته ، وغير مطالب بالتفكير فيه حتى لا يتوه ويظل ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع التقليد الآعمى ، الذي يقود الى الجمود الفكري ، وتعطيل العقل ، وتقييده بافكار واجتهادات السابقين ، وعندما يقوم بتمجيد الخرافات والأساطير ويخوض في عالم الغيب الخارج عن قدراته وامكانياته ..!!
 
 ويظل القلم نزيهاً .......... 
ما دام صاحبه مدافعاً عن الحقوق العامة والمصالح العليا لمجتمعه ووطنه ، ومترفعا عن تقديم مصالحه الشخصيه ، والحزبية ، والمذهبية ، والمناطقية عن المصالح العامة ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع الأنانية وحب الذات وحب المادة ، الذي يقوده الى تقديم مصالحه الشخصية ومنافعه الذاتية الآنية ، على المصالح العليا لمجتمعه ووطنه ..!!
 
 ويظل القلم عادلاً .......... 
 مادام صاجبه مدافعاً عن الحق ومحارباً للباطل ، وواقفاً الى جانب المظلومين والضعفاء ومطالباً بوجوب تحقيق العداله لجميع الناس في كل الأحوال والظروف ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع الظلم ، الذي يقوده الى الدفاع عن الظلمة والوقوف الى جانب الأقوياء والجبابرة ، وتبرير جرائمهم وتسلطهم وبطشهم ، وظلمهم ، وفسادهم وعندما يدافع عن الباطل ومصادرة الحقوق والحريات ..!!
 
 ويظل القلم شوروياً ......... 
مادام صاحبه مدافعا عن قيم الشورى والديمقراطية ، ومؤمناً بأن الشورى واجبٌ من واجبات الدين ، وحقٌ من حقوق الأمة ، وليست فضلا أو حسنةً من السلطان ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع الاستبداد والتسلط ، الذي يقود الى تسخير نفسه في خدمة السلطة المستبدة ، مبرراً تسلطها واستبدادها وقمعها لشعبها ..!!
 
 ويظل القلم وطنياً ......... 
مادام صاحبه واقفاً في خندق الدفاع عن الوطن ، وكرامته ، وسيادته ، واستقلاله ، ضد كل من تسول له نفسه التدخل في شئونه ، ومؤمنا بأنه لا توجد ابداًمبررات أو أعذار مهما كانت تبرر التدخل السلبي في شئون وطنه ..!! ويسقط القلم وصاحبه عندما يقع في مستنقع العمالة ، والتبعية للخارج ، الذي يقوده للمتاجره بقضايا وطنه العادلة ، وتبرير التدخل في شئون وطنه الداخلية ، واعتناق الأفكار والمشاريع الخارجية ، الدخيلة على أفكار وثقافة مجتمعه وحضارته ، بحجج واعذار واهية وزائفه ..!!
 
عموما تظل الأقلام راقيةً و إيجابيةً .......... 
 مادام أصحابها مدافعين عن كل القيم والمبادئ والأخلاق الايجابية ، التي تعود بالخير والصلاح ، والسلام ، والمحبة  والسعادة لكل البشر ..!! وتتساقط الأقلام وأصحابها عندما يقعون في مستنقع الفساد ويدافعون عن القيم السلبية ، التي تعود بالشر ، والفساد ، وتجلب الحروب ، والصراعات ، والكراهية والشقاء للإنسانية ..!!
 
وكل صاحب قلم ، وصاحب فكر وعقل ، وصاحب كلمة ، عليه أن يضع نفسه حيث يشاء ..!!