هدنة أممية لإطالة أمد الحرب اليمنية

04:20 2022/05/05

منذ بداية الحرب اليمنية، ومصطلح الهدنة الإنسانية والسياسية يتكرر بصورة دورية.
فعندما تصاب الجماعة الحوثية بالضعف والفتور والهشاشة، وتقل إمكانياتها المادية والعسكرية وتتراجع قواتها الميدانية، تتدخل الأمم المتحدة، التى تخضع لهيمنة القوى العالمية النافذة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل على إنقاذ الجماعة من خلال فرض هدنة إنسانية تستطيع من خلالها تقديم الدعم والعون والمساعدة وإتاحة الوقت والمجال الكافي لإعادة ترتيب صفوفها وجني المكاسب المشروطة لها في بنود الهدنة.
وما تقدمة الأمم المتحدة والدول الغربية المتحكمة، من دعم وإسناد ومساعدة للجماعة الحوثية، ليس حباً فيها أو وقوفاً خالصاً في صفها أو دعماً من أجل انتصارها، وإنما تهدف من وراء ذلك إلى إطالة أمد الحرب الذي يضمن تحقيق أهدافها ومصالحها ومكاسبها التي تجنيها بالتزامن مع استمرار الحرب.
وما تهدف إليه الأمم المتحدة وتعمل على تحقيقه من خلال هذه الهدنة، لا يختلف عما حققته من مكاسب من خلال هدنة واتفاقية ستوكهولم في الحديدة.
وها نحن نقترب من نهاية هذه الهدنة قبل أن يتحقق أي هدف من أهدافها الإيجابية المعلنة؛ فالخروقات مستمرة والاشتباكات متواصلة والطيران المسير لم يتوقف والدماء اليمنية لم تجف وصفقة تبادل الأسرى لم تتم ومطار صنعاء مازال مغلقا، وطرق ومنافذ مدينة تعز المحاصرة مازالت مقفلة، وأبواب تدفق السلاح للمواني والسواحل مفتوحة وتحشيد المقاتلين والاستعدادات للمعارك القادمة واضحة.
لهذا، فإننا نوكد بأن ما يأتي من الخارج لم ولن يكون في صالح الشعب اليمني في أي يوم من الأيام، وأن الحل السلمي لن يأتي إلا بقناعة أطراف الصراع من الداخل.
لذلك، فإننا ندعو كل الأطراف إلى عدم الثقة بالامم المتحدة والدول الخارجية المستفيدة من الحرب، وندعوهم إلى تحكيم العقل وتقديم المصلحة العامة للوطن والشعب والدخول في مفاوضات مباشرة تهدف إلى توقيف الحرب والوصول إلى السلام الدائم والمستمر، وأن استجابة الجماعة الحوثية لهذا الخيار ستكون جزءا من الحل، وإن رفضت واستمرت في تعنتها المعتاد وهو المتوقع والأقرب الى الصواب. فهناك سيكون الخيار العسكري هو الحل الوحيد والختامي، وهو ما يحتاج إلى قادسية فاصلة تحدد مصير الوطن ومستقبل الشعب.