رئيس غير مأسوف عليه

12:24 2022/04/27

منذ أن نقل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي في بداية هذا الشهر، ونحن نبحث له عن منجز أو مشروع أو عن أي عمل إيجابي تحقق خلال فترة حكمه كي نذكره في يوم وفترة وداعه وكي يخلده التاريخ ويكون مفخرة وذكرى له بعد رحيله.
حاولنا أن نفتش هنا وهناك بين صفحات تاريخه وفي محطات تحركاته، وعلى كل شبر على امتداد هذا الوطن الكبير من شماله إلى جنوبه، في داخله وخارجه، فلم نجد له أي منجز يذكر كونه قد قضى أغلب فترة حكمه في سبات من النوم العميق وكونه قد تخلى عن حزبه وتنكر لمن مد له يد العون وكان سبباً في تعينيه وصعوده، وكونه لم يقدر قيمة الوطن الذي كلف بقيادته ولا حياة ومعيشة ومستقبل ودماء الشعب الذي كلف بحكمه وتحمل مسؤوليته، وكونه قد سلم أمره وقراره ومصيره ومصير وطنه وشعبه لغيره، وكونه قد ترك الحبل على الغارب وترك المجال مفتوحاً للعابثين ولبطانة السوء المسيطرين عليه ممن كانوا حوله.
ولهذا رحل ولم يترك أي بصمات وطنية أو منجزات تنموية، ولم يخلف وراءه سوى عمليات السقوط والكوارث والنكبات والخراب والدمار.
فخلال فترة حكمه سقط الوطن  والنظام وسقطت الحرية والكرامة والجمهورية،  وتشرد الشعب وتحمل من العذاب والمعاناة ما يفوق أضعاف أضعاف طاقته وقدراته، وقتل وجرح  من المواطنين مئات الآلاف من الذين لا حول لهم ولا قوة، ودمرت المؤسسة الأمنية والعسكرية ومنظومتها الصاروخية ودفاعاتها الجوية، ومزق النسيج الاجتماعي واهتزت حيطان وأعمدة الوحدة اليمنية، وتهالكت المنجزات السابقة والخدمات العامة، وضاع العدل وتدهور الاقتصاد وانهارت العملة النقدية وتمزقت الدولة ونهبت الثروة.
لقد رحل هادي غير مأسوف على رحيله، رحل بعد أن أضعف الوطن وأدخله في دوامة الحرب والصراع وأدخل المواطن في عالم الموت والدماء والألم والجراح. لهذا لن يغفر له الشعب ولن يسامحه على كل أفعاله وتصرفاته وسبات نومه. ولا حل له كي يكفر عن جزء من ذنوبة إلا باعلان التوبة والتوجه إلى بيت الله الحرام والاعتكاف هناك ما تبقى من حياته لعل الله أن يتقبل دعوته ويغفر له بعض ما اقترفه بحق نفسه وبحق وطنه وشعبه.