إلى رسول الله في يوم "مولده" !

07:30 2018/11/20

إليكَ يا حبيبي. 
رسولي محمد ، لقد  انقضى  نصف  النهار  و يوشك  هذا اليوم  أن  ينصرف  بذكراه الجميلة  ، وأنا  أحاول  أن  أسألني : هل أنا بخير ؟  أكرر المحاولة   لألفظها ، لأحرك بها شفاهي " كل  عام  وأنتِ  بخير.… ، ولا أفلح  ، كأنني  طفلٌ  عاجزٌ  عن  لفظ  أول وأحب  مفردةٍ  على  قلبه ( ماما ).
 
رسولي محمد أنا  لست  بخير  ، لست  كذلك  ولو  لثانية ، والكذب  يخشى الاقتراب  مني ،  ولأن الكذب  أصبح  قانونا  هنا  فما زلتُ  أحاول.
 
منذ الصباح  بل  منذ الأمس  وأنا أحاول أن   أحتفل ، لم أفلحْ  ....  لا يعني  هذا أنني  لا  أحبُّكَ…   أنا  فقط لا أجيد الاحتفال  وحدي ، فحين حاولتُ طبع  قبلة  في  جبين  الصبح  مال  عني  نحو  الرصيف  المبلل  بدموع  الجائعين  وأقطب  حاجبيه وانصرف  ،  وحين  مددت  يدي  للشمس  خذلتني يمينها ، وأشارت بها   إلى  أولئك الذي يصفقون  للأكاذيب  فوق الجبال  ويحشون  جيبوهم  بالضلال ،  لا أدري  أكانت الشمس تعاتبني  أم ماذا ؟ 
 
وحينما  اقتربت  من  السماء  لأعانقها  ،  أرخت ذراعيها  وصوبت  عينيها  إلى  الأرض  المخنوقة  ، إلى الطرقات  المتضاربة ، إلى  المساجد  الخاوية  إلا  من  الإجساد  ، إلى  المظالم المشنوقة  على  أعنقة  المنابر، إلى الأغنيات  العرجاء  وهي  تتكئ  على  رؤوس  الملتحفين  بردهم  فوق  الألوان  الدبقة  وتحت  الكلمات  المنمقة ، لا تزال محاولاتي  تأخذني  إليَّ  لأكون  بخير حتى اللحظة التي  يقطعها  أنين  جارتي  التي لم  تسعفها  دوائر  الرغيف  الصغيرة  التي  يُمن  عليها  بها  منذ  أن  ذهبت  العاصفة ،   بمرتب  زوجها  المعلم الفاضل .
كلُّ  شيء  مؤلم  يا رسولي.
 
رسولي محمد لو كنت هنا لعذرتني  ، وأمسكت بيدي  لنرحل  إلى الله ونحتفل هناك  سوياً  حيث  السلام  والحب  والعدالة  وألوان  لا ندفع  ثمنها من أمعاء الجائعين .