دولة التخريب. والسقوط ...!
لا يمر أسبوع إلا ويحاول النظام الإيراني تحقيق مراده بعد أن بات معزولاً على المستوي الإقليمي والدولي ، بل معزولاً عن قراءة مستقبل الداخل الإيراني في ظل إعلان ترامب إنهاء العمل بالاتفاق النووي واعادة العقوبات الدولية بشكل اكثر قوة من السابق وما لحق ذلك من انهيار للاقتصاد وانخفاض مستوى الدخل القومي وتدني الدخل الفردي للمواطن الذي ادى بدوره الى ظهور حراك ثوري شعبي في مختلف المدن الإيرانية يطالب برحيل النظام وتمكين الشعب من سلطته وحقة في إدارة دولته ..حراك قوبل من قبل النظام بمزيداً من القمع والبطش والتنكيل بالأصوات الحرة ..في محاولة لحفظ توازنه والتحكم بعجلة البقاء المستديم له.. وتجاهل أساس المشكلة وترحيلها نحو صراعات سياسية جديدة، هذه الصراعات التي بدأت بتسييس كل شيء ليس لإثبات الذات الإيرانية وإنما للإصرار على عدم ملامسة أساس المشكلة لصالح الحرب الورقية التي تقودها ضد دول الاقليم ، وهو ما كان واضحاً وموثقاً منذ البداية بانتهاكات سيادية كبرى للدول الإقليمية ، ودعم للإرهاب على شكل تنظيمات وميليشيات وقيادات ورموز دينية، وتحويل اليمن إلى مركز يستقطب كل التيارات والمليشيات الشيعية المتطرفة باختلاف أسمائها وأجنحتها ، أكانت من ايران او العراق او لبنان ولربما أيضا جماعات بحرينية تدين لها بالولاء بعد ان تم تجهيزها وتدريبها عسكريا ودفعها للتدخل السافر في الشأن اليمني وقتالها الى جانب المليشيات الحوثية الموالية لها،. في أمل منها لكسب الحرب اليمنية والانتصار على دول التحالف العربي عبر ورقة المليشيات الحوثية..
يعمل النظام الإيراني بقوة لـتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع التحالف العربي على الأرض والاكتفاء بحرب الأوراق الإقليمية كورقة التحشيد الطائفي الى اليمن بعد ان سقطت معظم رهاناته في المنطقة العربية نتيجة للتلاحم العربي الخليجي ووقوفه بقوه ضد محاولة زعزعة امن واستقرار الشعوب العربية " في مسعي منه للالتفاف على الإجماع العربي والدولي في ضرورة قطع تدخلات الملالى السافرة في اليمن والمنطقة " ومحاولة تصوير العملية العسكرية للتحالف العربي على أنها فشلت ولم تحقق أي نجاحات بل منيت بانتكاسات كبيرة أمام المليشيات الموالية لها بعد ثلاثة أعوام من الحرب وهو ما يكذبه الواقع الإنساني والعسكري، فيما تدفع طهران بكل ثقلها الإعلامي الإقليمي والدولي لتحويل أكاذيب ودعايات الحوثين إلى محتوى خبرى لكل برامج «قناة العالم "والمسيرة "والميادين وقنوات اخري»، وتسويق المظلومية المصطنعة للميليشيات التى لم يبلغ تمثيلها الشعبي الـ 5% تلك المليشيات الاجرامية التي جرفت هوية اليمن وادعت بأنها صوت اليمن الوحيد والممثل عنه ضد دول التحالف العربي ، متجاهلة كل النجاحات التي تحققت على الأرض اكانت العسكرية او الإنسانية منها ممثلة بحملات الإغاثة الإنسانية المستمرة التي استفاد منها ما يقارب 20 مليون شخص مندُ بدء عملية التحالف العربي لاستعادة الشرعية باليمن..
في السياسة التخريبية لإيران الكثير من الحيل للالتفاف على جذور المشكلة وعدم الاعتراف بها أو حتى مقاربتها في سبيل تحسين ملف التعاطي مع مسألة الاتفاق النووي والتدخل السيادي في المنطقة واليمن خاصة الذي لم يعد مطلباً للتحالف العربي بل هو توجه عالمي تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية. فالجميع يتفق على ضرورة إنهاء التدخلات الإيرانية ممثلةً في إرسال الأسلحة وتهريبها إلى اليمن، وتدريب الحوثيين وتحشيد المليشيات الطائفية فى المنطقة وارسالها الي اليمن لمساندة المليشيات الحوثية التابعة لها، والتدخل فى لبنان وسوريا ..لكن كل ذلك في سياسة التخريب الإيرانية كان بدعم من دول اخري في المنطقة كدولة قطر تحول إلى دافع للإيغال في تلويث السياسة وتعميمها لتكون مناخاً تصبغ فيه كل الملفات عبر اذرعها الإعلامية التى تحولت من قنوات إخبارية إلى قنوات ردح سياسي واستهداف مباشر حتى في أصغر الأمور، وهي الإعلان عن اكبر عملية اغاثة إنسانية بالعالم من قبل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومساعدة الشعب اليمني لتجاوز الظروف المعيشية التي يمر بها جراء العدوان الإيراني الحوثي على الدولة ومؤسساتها منذُعام 2014 م بل اتخذت دول التخريب سياسة تتبُّع أدقّ تفاصيل الحياة اليومية في المحافظات المحررة وخاصة الجنوبية منها عبر «السوشيال ميديا» وتلقي فبركات القوي الحليفة لها في الداخل من ملفات صغيرة وتحويلها إلى ملف تثوير ضخم لإيصال صورة مغايرة للمشاهدين في الداخل عن اهداف التحالف العربي في اليمن وإظهارها كدول استعمارية تسعي الي احتلال الارض ونهب الثروة ومصادرتها لصالح شعوبها وحرمان الشعب اليمني منها في مسعي منها لتغيير نظرته تجاه الاشقاء .وصورة اخري للمجتمع الدولي بأن الشعب اليمني اصبح يرفض سياسية هذه الدول وينأ بنفسة عن تدخلها العسكري مما يتيح لدول التخريب وعبر ادواتها في الداخل استخدام ملف الجرائم المزعوم والعدوان للابتزاز السياسي والمادي للضغط علي الاشقاء بحجة رفع دعاوي قضائية دولية هذا من باب الابتزاز وهو ما تنبهت اليه المملكة العربية السعودية ودولة الامارات من خلال الكشف عن قوي يمنية محسوبة على الصف الوطني المناهض للانقلاب تعمل لصالح مليشيات الحوثى عبر مطبخ استخباراتي اعلامي مشترك بالإضافة الي داعميهم من الدول التي تعانى من فوبيا الخليج المستقر...
الأكيد أن دول التحالف العربي ما زالت وستظل قوة الردع الوحيدة في المنطقة ضد إرهاب" الملالى والغلمان .. قطر وإيران "
دول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة لها ثقلها العسكري والسياسي الإقليمي والدولي. ولها تاريخ يروي انتصاراتها الكبيرة فى إدارة الأزمات مع الأطراف المعادية اكانت إقليمية أو دولية، قيادة حكيمة لدول تملك الكثير من وسائل الردع أكانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، أو حتى بناء علاقات مع كيانات غير سياسية فى العمق المعادي..
وكلها ستقود الى انتصار تاريخي لها وسقوط قوة الإسلام السياسي وتأثيرها كمنظومة وكرموز في المنطقة، وهو ما يعني نقل المعركة الي الداخل وانهيار تام للعدو...