هل يُغير ترامب إستراتيجية الاكتفاء بتقليم أظافر الحوثي دون القضاء عليه ؟!
على الرغم من كثافة النيران الامريكية على مواقع مليشيا الحوثية في المحافظات التي تسيطر عليها، إلا أن آثارها بطيئة مقارنة مع حجم الطلعات للطيران الامريكي وعدم توقفها منذ ال15 من الشهر الماضي .
الإدارة الامريكية في حربها مع الحوثي ينقصها الكثير من المعلومات الاستخباراتية في الوصول الى قيادات حوثية كبيرة حتى وإن تمكنت من قتل العديد منهم الا انهم ليسوا من القيادات التي يمكن ان تقلب المعادلة لصالح القضاء على الحوثي على غرار حزب الله؛ لأن كل من يحمل السلاح مع الحوثيين ويؤمن بفكرهم العقائدي والطائفي يطلق عليه قيادات، ولهذا تجد أطفالًا يحملون رتبًا عسكرية كبيرة يشرفون على مرافق ومسؤولين ممن عيَّنهم الحوثي .
قد تحتاج امريكا الى فترة زمنية تصل الى سنوات حتى تجني ثمار الضربات على مليشيا الحوثي وهو ما تراهن عليه ايران حينما وضعت تلك العصابة على فوهة المدفع في مواجهة مع امريكا نيابة عنها، الأمر الذي قد يعطيها مساحة للمناورة قبل ان تخضع للضغوط والتنازل عن ملفها النووي بشكل نهائي، إلا أن عامل الزمن ومفاوضاتها غير المباشرة في المماطلة وجر امريكا الى جولات وحوارات قد تطول وتتعدى فترة ولاية ترامب إذا ما تمكنت من ادخال الرئيس الامريكي في فخ المفاوضات غير المزمنة .
هناك من يطرح على امريكا الهجوم البري على الحوثي بدعم واسناد القوات الحكومية للتحرك نحو تحرير الساحل اليمني الذي يشكل للحوثي الرئة التي يتنفس منها السلاح والوقود والغذاء وقد طالب اعضاء الكونجرس دعم السيناريو باعتباره اقل تكلفة ويضمن استدامة الامن للملاحة ويقود الى تدمير قدرات الحوثيين الذي يسبق الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بهدف تحييد وكلاء طهران حال فشل التوصل الى اتفاق نووي، إلا أن حسابات ترامب قائمة على إضعاف قدرات الحوثي مع الاحتفاظ بالمليشيا مقلمة الاظافر نتيجة غياب رؤية واضحة لما بعد الحوثي في ظل انقسام الشرعية.
وهو ما قد يفشل من ترويض عصابة عقائدية شعارها الموت لامريكا وتأتي النتائج عكسية، وفي حال عدم نجاعتها قد تتقوى تلك العصابة اكثر ومعه المد الايراني الذي يدعي تخليه عن دعم الحوثي في مراوغة وهروب من الضعط الامريكي، ويبقى امام امريكا مهلة الشهرين لانجاز المهمة كاملة قبل ان تضيع هيبتها في العالم كدولة عظمى تخوض ساحة حرب طويلة بنتائج محدودة.