تعــز. بين المصالح الضيقة...ونهج الابتزاز
تعاني محافظة تعز منذ سنوات وضعا صعبا بسبب رغبة (حزب الإصلاح) توظيفها وتحويلها كورقة يستطيع من خلالها احتواء جهود التحرير المتعثرة الذي يتولاها الجيش الوطني الغالب عليه الطابع الاخواني.
و بالأمس القريب شكلت امبراطورية الاعلام الاخواني مع (المطبخ المشترك) بالداخل والخارج منطلق لبدء الهجوم والدعوة لأن يكون الشارع موجه ضد التحركات العسكرية التي تستهدف اكمال عملية تحرير الوطن انطلاقا من الساحل الغربي.
الغريب في هذه الدعوات هو: تناغم وتطابق دعوات جماعة الإخوان المعادية للعميد/طارق محمد عبد الله صالح الذي استكملت قواته الاستعدادات للمشاركة في عملية تحرير الساحل الغربي ، مع دعوات أخرى مماثلة أطلقتها قيادات بارزة في الجماعة الحوثية، حيث أيد عضو مايسمى باللجنة الثورية التابعة للحوثيين منذر الأصبحي في منشور له على فيسبوك خروج “مسيرات جماهيرية شعبية في معظم المديريات” لرفض ما أسماه “الحزام الأمني في تعز ومن خلف ذلك "رفض مشاركة قوات المقاومة الوطنية بقياده طارق معركة تحرير الساحل " وهو ما يعكس تقارب الأهداف والتقاء المصالح بين الحوثيين والإخوان في هذه المرحلة..
ما يهدف اليه الإخوان (إصلاح تعز تحديدا) افتعال المشكلات في المحافظة والحيلولة دون استكمال تحريرها، هو اتاحة الفرصة لابتزاز التحالف العربي وكسب الوقت حتى استكمال مشروعهم الهادف إلى إحكام قبضتهم العسكرية والأمنية على المحافظة ، إضافة إلى تكريس أنشطتهم الممنهجة في استهداف جميع القوى والتيارات السياسية الأخرى التي تحظى بنوع من الشعبية مثل القوى اليسارية والقومية والسلفية والتي باتت جميعها في مرمى الاستهداف الاخواني. ومن هنا. تأتي مخاوف الاخوان من أي دور للعميد طارق وهو الأمر الذي يندرج ضمن سياستهم المتمثلة بـ"إضعاف جميع القوى والتيارات والأحزاب اليمنية وتصفيتها حتى لا تشكل عائقا أمام طموحات الجماعة في مرحلة ما بعد الحوثي
كما يهدف حزب الاخوان أيضا ومن خلال الدعوة الي خروج المظاهرات ابتزاز محافظ المحافظة الذي اثبت نجاحة وتثبيته للظام والقانون وهو ما ازعج جماعة الاخوان في تعز التي تسعي الي السيطرة التامة علي المحافظة...هذا بعد ان حولت تعز تحديدا كل موظفيها من المنتسبين الي التربية والتعليم الي قادة الوية ووحدات عسكرية ومنحت لهم رتب عسكرية كبيرة...وفي الوقت نفسه يرفض منظمي هذه المظاهرات(حزب الإصلاح) أي جهود رسمية لإنقاذ تعز المنكوبة بتعزيز حضور دور الدولة، ويعملون على المتاجرة بدماء الشهداء لخدمة مصالح حزبية، كما يريدون إبقاء المحافظة بين فكي كماشة ميليشيات الانقلاب وعصابات الانفلات حتى يتسنى لهم تحقيق أهدافهم الضيقة.
ويعمل حزب الإصلاح حاليا على ابتزاز خصومه السياسيين من خلال استدعاء الشارع اليمني بطريقة شبيهة لما حدث في احتجاجات العام 2011،غير مدركين بأن سياسة تثوير الشارع في جبهة الشرعية وتعميق الانقسامات بين المكونات الوطنية في سبيل تحقيق مآرب سياسية، تصب فقط في مصلحة الحوثي، إلى جانب كونها مراهنة سياسية فاشلة. تؤثر سلبا على التحركات الجادة لتنفيذ خيار الحسم العسكري للوصول الي التحرير الكامل للوطن من دنس المليشيات الإرهابية الحوثية
أخيرا. مالم يدركه العقلاء في حكومة الشرعية من ممثلي الإصلاح او من الاطياف السياسية الأخرى أن هذه الأساليب التي يمارسها حزب الإصلاح وخاصة في تعز تلحق الضرر بالشرعية والتحالف والقوي الوطنية الأخرى وأهدافها المعلنة وتشتت الجهود المنصبة في اتجاه مواجهة المخطط الحوثي.