الأزمة اليمنية .. نهاية الحوثي وبداية صراع جديد
قبل انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة اليمنية، كان السلاح شبه محصور لدى الجيش اليمني، وكانت التركيبة القبلية هي المسيطرة على النظام، والعرف القبلي كان بمثابة الدستور. لكن بعد الانقلاب، أصبح هذا السلاح بين أيدي جماعات مسلحة، وكل جماعة مسلحة لها رأي سياسي مستقل عن الجماعة الأخرى، ولها دعم مالي وعسكري من قبل دول إقليمية لها أطماع سياسية واقتصادية في البلاد.
ذلك يعني أننا أمام أزمة حقيقية واقتتال طويل الأمد، وما أخشاه أن يكون هذا الاقتتال مدعوم من قبل دول إقليمية، أما بخصوص المشروع الإيراني في اليمن، فهو في نهايته، والمسألة مسألة وقت فقط.
لكن ماذا بعد نهاية المليشيا الحوثية؟.. هنا تبدأ المعضلة الحقيقية للأزمة اليمنية والاعداء الذين وحدتهم المليشيا الحوثية سوف يعودون إلى عداوتهم وتصفية حساباتهم التي لم تكتمل وصراع السلطة بين الأحزاب السياسية سيطفو على السطح من جديد.
وهذا يعني أن الأسوأ هو ما ينتظره الشعب اليمني، وأن التشكيلات المسلحة التي كانت تقاتل الحوثيين ستوجه السلاح إلى بعضها البعض، إما تحت الغطاء السياسي أو الغطاء العقائدي والسبب في ذلك يعود لعدم وجود رؤية واضحة لشكل الدولة اليمنية حتى الآن.
والازمة اليمنية جزء منها يكمن في المليشيا الحوثية، والجزء الأكبر هو ما صنعته القوى الإقليمية بتهاونها في حل الأزمة اليمنية وترحيلها عامًا بعد عام، وكل عام هناك ظهور لحزب سياسي وقبلي مدعوم من قبل دول إقليمية يدعي أحقيته في حكم جزء معين من الأرض اليمنية.
فنهاية المليشيا الحوثية هو بداية لصراع جديد ربما يكون أكثر فتكًا وعلى الجميع أن يدركوا حجم التحديات التي تواجه اليمن، وأن يعملوا على إيجاد حلول حقيقية وجذرية للأزمة اليمنية قبل القضاء على المليشيا الحوثية والمشروع الإيراني.