قبل أن نصبح أرضًا فارسية

قبل 4 ساعة و 13 دقيقة

يؤلمنا جدًا ،كيمنيين أوفياء لثرى هذه التربة الطيبة، ما يحدث فيها من تمزق ، وتشظٍ ، وشتات ، وارتهانات ، وولاءات لأجندات خارجية تهدف لجعل اليمن في تناحر دائم ، وحلبة صراعات دامية ، وتصفية حسابات بين قوى إقليمية لا يهمها وطننا بقدر ما يهمها تحقيق أهداف سياسية واقتصادية تخدم مصالح الدول المشتركة.

الأطراف المتناحرة في اليمن، كل دمَّر وأحرق من جهته، تراشقوا بالجماجم والمدن، وفي المقابل كل طرف يُحمِّل غيره مسؤولية ما آلت إليه الأحقاد والضغائن السياسية وسطوة الكراسي والسلطة، وحاليًا ينباكون بدموع تماسيح في حين انهم هم من اوصلونا لهذا الضياع والشتات..

الحوثيون حوّلوا اليمن إلى حلبة نار مفتوح لكل وحوش الأرض ، خدمة لأجندات إيرانية شيطانية ، وقد استجلبوا بتعنتهم وغطرستهم حرائق أمريكا، ومن قبلها الحرائق الإسرائيلية، وقد جعلوا اليمن مرتعًا تتسابق فيه القوى الكبرى والإقليمية على تجريب شتى أنواع الأسلحة والتقنيات الحديثة التي يمتلكونها ضد هذا الوطن المتآكل.

ظل الحوثيون لعشر سنوات يدمّرون كل ما تقع عليه أيديهم الخبيثة ، وأعادونا للوراء مائة عام ، واكتمل الخراب والانهيار بدعوتهم للقوى الخارجية لتكمل ما تبقى من وطن منهار .. 
هم لا يهمهم كل ما يحدث  من انهيار، بل ان ما يحدث يتلذذون به، ولا يبالون بما يحدث من هدم للبنى التحتية او للمنشآت اليمنية لأنهم لم يتعبوا فيها، وما يريدونه الانتقام لأسلافهم وأجدادهم الإمامبين، وإعادتنا لما كان عليه عهدهم من تخلف وركود وظلام. نحن فقط من نحزن على آلت إليه حياتنا أوضاعنا من تدمير وشتات لكل منجزات الثورة والجمهورية..

وإزاء كل هذه المتغيرات الراهنة، بات حري على الحكومة الشرعية ، التي مازالت في كوكب آخر ومتخمة "بالكبسة" التي كبست على عقلها وعلى ضميرها ووطنيتها وجعلتها مشلولة القرار والفعل، حبيسة عجزها وفشلها ، أن يحركها هذا الدمار لإنقاذ ما يمكن انقاذه وما تبقى لنا من وطن ، فأنظار اليمنيين  متجهة إليها للخلاص من هذه النبتة الشيطانية، وما دون ذلك سيظل الحوثي يحرق ويطغى ويتجبر حتى نصبح جزءًا من أرض فارس، وتُمحى هويتنا اليمنية لصالح إيران وشيعة الشوارع، وحينها لن ينفع الندم و دموع التماسيح.