هل اقتربت معركة الخلاص من مليشيا الحوثي؟

قبل 3 ساعة و 45 دقيقة

 بين صخب التحليلات السياسية وتوالي الأحداث العسكرية، يبقى سؤال الخلاص من مليشيا الحوثي عالقًا في أذهان اليمنيين، الذين أنهكتهم سنوات الحرب العشر. ومع الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع حيوية للحوثيين، فإن المشهد اليمني يبدو وكأنه على أعتاب مرحلة جديدة.  

الضربات الجوية الأمريكية، استراتيجية أم رسالة؟ 
الضربات التي شنتها الولايات المتحدة تحمل أكثر من بُعد عسكري؛ فهي ليست مجرد هجوم على مواقع الحوثيين، بل رسالة قوية للمليشيا وللإقليم بأسره. فالاستهداف المباشر لأنظمة دفاعية وصواريخ باليستية يُظهر جدية الولايات المتحدة في التعامل مع التهديدات الحوثية، خصوصًا بعد تهديداتهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر.  

هذه التحركات قد تضعف الحوثيين ميدانيًا، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام التساؤل: هل الشرعية اليمنية مستعدة لاستغلال هذه اللحظة الفارقة؟. 
 
منذ بداية الصراع، لعب الحوثيون دورًا رئيسيًا في جلب العدوان على اليمن، وهو ما لم يكن يريده الشعب اليمني أو يتوقعه. تصعيدهم العسكري وتهديداتهم الإقليمية أدت إلى تدخلات دولية، مما زاد من معاناة المدنيين. سقوط الضحايا الأبرياء وتدمير البنية التحتية كان نتيجة مباشرة لسياساتهم التي وضعت مصالحهم فوق مصلحة الوطن.  

رغم الدعم الدولي والإقليمي، تواجه الشرعية تحديات هائلة، تبدأ بالانقسامات السياسية ولا تنتهي عند التحديات الميدانية. ضعف التنسيق بين المكونات المختلفة للشرعية يُعد من أبرز العقبات التي تعوق أي تحرك بري شامل.  

- اقتصاديًا: الاقتصاد هو ركيزة أي معركة ناجحة، وتوحيد الجهود الاقتصادية يُعد أساسًا لدعم القوات العسكرية وتمويل التحرك الميداني.  
- سياسيًا: الخلافات الداخلية تُضعف الشرعية أمام الحوثيين. توحيد الصف الجمهوري ليس خيارًا، بل ضرورة لإعادة بناء الدولة ومواجهة اللا دولة.  
- عسكريًا: إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وضمان التنسيق الكامل بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية ضرورة ملحة لإنجاح أي تحرك عسكري.  

هل اقتربت ساعة الصفر؟ 
من الناحية العسكرية، تبدو الظروف مهيأة لمعركة فاصلة إذا تم استغلال الفرصة من قبل المجلس الرئاسي، لكن، دوليًا، هناك قلق من تداعيات أي تحرك شامل، حيث تخشى القوى الدولية من فراغ سياسي قد يعقد الأمور أكثر.  

الأمر الواضح هو أن معركة الخلاص تحتاج إلى:  
- رؤية واضحة وتخطيط استراتيجي شامل.  
- توافق داخلي في صفوف الشرعية، خاصة في الملفات الحيوية كالسياسية والاقتصادية والعسكرية.  
- دعم دولي وإقليمي مستمر، ليس فقط عسكريًا بل أيضًا سياسيًا واقتصاديًا.  

المعركة القادمة ليست فقط معركة عسكرية، بل هي معركة لاستعادة هوية وطن. الدولة بمعناها الحقيقي لا تُبنى إلا بوحدة الصف وإرادة قوية تقودها قيادة تسعى للحرية والسلام. في المقابل، اللا دولة التي يمثلها الحوثيون تعتمد على الفوضى والانقسام، مما يجعل المواجهة معها أكثر تعقيدًا.  

ختامًا.. رغم التحديات، تبقى معركة الخلاص أقرب مما تبدو عليه إذا ما توفرت الإرادة السياسية والتنسيق العسكري والتخطيط الاستراتيجي. الشعب اليمني يستحق السلام، وبلد مزقته الحرب لعقد من الزمان ينتظر ميلاد فجر جديد بعيد عن الظلام الذي فرضته المليشيا.  

لعل الأيام القادمة تحمل إجابة للسؤال الأكبر: هل نحن على أعتاب معركة الخلاص؟!.