أمريكا والمنطقة العربية خطط مسبقة وتنفيذ مستمر

09:25 2023/10/29

المواقف الأمريكية من الأحداث الجارية في المنطقة العربية ،  ليست مواقفًا ناتجة من اللحظة المواتية للأحداث وملابساتها ، إنها مواقف استشرافية بمقدار زمني يمتد لعقود من الزمن.

ففي عام 2001 م بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، صرّح ويسلي كلارك القائد الأمريكي السابق للقوات الأمريكية في أوروبا وقائد قوات حلف الناتو للفترة من 1997م إلى 2001 م بانه تلقى مذكرة من وزير الدفاع الأمريكي آنذاك رونالد رامسفيلد خلال قصف أفغانستان ،  تتضمن خطة لغزو أو احتلال سبعة دول عربية أولها (العراق ثم سوريا، لبنان، ليبيا ، الصومال ، السودان ثم مصر).هذه المذكرة كانت في عام 2001 م ،  وفي عام 2002م  أصدرت مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث ،  التي توصف بأنها صانعة القرار والعقل الأمريكي تقريرًا كتبه لوران مورافيتشي ، ونشرته مجلة الواشنطن بوست في 6-8-2002 م  قبيل الغزو الأمريكي للعراق بثمانية أشهر  ، جاء فيه : ( غزو العراق هدف تكتيكي سيغير من الشرق الأوسط والعالم  ، واحتلال السعودية هدف محوري استراتيجي ،  أما مصر فهي الجائزة الكبرى ،  في نهاية المطاف ؛  لما لها من موقع ومكانة تاريخية وبشرية وحضارية ، بما يضمن تغير خريطة الشرق الأوسط لمصلحة الأمريكان وحلفائهم ) .

ريتشارد بيرل ،  الذي عمل سابقًا مساعدًا لوزير الدفاع أيام ريجان ،  كشف أنه  كان قد حث نتنياهو في عام 1996م  أن يسعى من خلال اللوبي اليهودي في أمريكا إلى  غزو العراق وتدميره ، كمدخل للتاثير على الدول المحيطة به .

أشار تقرير لمؤسسة راند أن سقوط العراق  ، خلق محيطا طائفيًا ،  سيكون له دور في زعزعة استقرار الشرق الأوسط ، سيما الدول العربية المحيطة بالعراق  ، وفي محاضرة ألقاها أحد المختصين الأمريكيين في المجال العسكري الاستخباراتي ،  في مركز الأمن القومي الإسرائيلي في أغسطس عام 2012 م ،  أشار إلى أن أمام أمريكا بعد أحداث ٢٠١١م فرصة كبيرة ؛  لإغراق المنطقة العربية بالفوضى والحرب غير المتماثلة ، والصراعات الأهلية ذات الأجندة الطائفية والمناطقية ، بما يحوّل الدول العربية لدول فاشلة ، ووكر للجماعات ما دون الدولة  ، وبالتالي تنفذ أمريكا ما تريده و متى تريده.

فما نراه الآن من أحداث ونوازل عظام ، تفت في عضد الأمة العربية ، كانت  منذ فترة  أفكارًا وخططًا لدى مؤسسات القرار الأمريكية ، واليوم صارت واقعًا  مؤلمًا و مزريًا.

فهل يستيقظ من بقي من طابور الاستهداف، كي لا يلحقوا بمن سبقهم في ركب الذل والهوان ؟!