هل مازلنا على قيد الحياة؟!

05:06 2022/09/13

بعد ما يقرب من ثمانية أعوام من المعاناة والهلاك والتنكيل والعذاب المتواصل الذي عاشه ويعيشه الشعب اليمني، بدأت أشك بأننا لم لم نعد على قيد الحياة وأننا قد انتقلنا إلى حياة أخرى وإلى عالم آخر يمتلئ بالتعب والمشقة والهموم والعذاب، ومليء بأنهار من الدماء والجروح وبحار من الوجع والألم ومحيطات من الكوارث والماسي والمعاناة التي لا بداية لها ولا نهاية. 
فكل شيء هنا أصبح صعبا وشاقا ونوعا من أنواع العذاب بمختلف أصنافه الروحية والنفسية والجسدية. 
التنقلات الداخلية والخارجية صعبة وشاقة وصنف من أصناف العذاب، 
والحصول على لقمة العيش والمياه والمواد الغذائية عمل متعب لا يمكن الحصول على أقل القليل منها إلا بعد مشقة وكفاح، والعيش يوماً واحد بأمن وأمان أصبح نوع من أنواع الأحلام، والحصول على الكهرباء وخدمات الاتصالات والإنترنت والدواء والخدمات الصحية لا يأتي إلا بعد جهد وشقاء 
والتعبير عن الرأي والتحرك بحرية وانتقاد الفساد ومخالفة توجه القيادات الإجرامية تقودإلى المعتقلات والسجون وإلى العقاب بأشد العقوبات. 
لقد تحملت طاقاتنا من العذاب ما يفوق تحملها بمئات المرات، وماتت أجسادنا وأرواحنا من تخمة الهموم والعذاب آلاف الموتات. 
وبعد هذا كله، فقدنا كل مقومات الحياة ولم يعد هناك ما يؤكد أو يثبت أننا مازلنا علي قيد الحياة. فكل الأدلة والبراهين تشير إلى أننا قد أصبحنا في عالم آخر وفي حياة أخرى تشبه حياة ما بعد الممات. 
فرحمة الله علينا إن كنا قد غادرنا الحياة الدنيا ونعيش حياة الحساب والعقاب. 
ورحمة الله على كل من يرى أننا مازلنا أحياء، ويأتي بما يثبت أننا مازلنا على قيد الحياة.