لو كنت معارضاً لحزب المؤتمر ..!!

08:35 2022/08/23

بناءاً على قناعاتي الشخصية وبحسب المنهج الفكري والسياسي الذي أؤمن به ، القائم على أحترام الرأي والرأي الآخر ، واحترام حرية الرأي والتعبير الٱيجابية ، واحترام حق الآخرين في الانتماء إلى أي حزب سياسي ، وأن التعدد والتنوع والاختلاف بين البشر  سُنة كونية إلهية ،  وقناعتي بأن الانتخابات الحرة والنزيهة ، هي أفضل وسيلة توصَّل إليها الفكر السياسي البشري للوصول إلى السلطة بطريقة آمنة وسلمية ، بغض النظر عن بعض السلبيات التي قد ترافق هذه العملية ، نتيجة الفهم الخاطئ لقيم ومبادئ الديمقراطية ، ونتيجة التعصبات السلبية بكل أشكالها وأنواعها ..!!

وبذلك ......

لو كنت معارضاً لحزب المؤتمر .........

فليس أمامي من خيار سوى أن أقف وقفة تقدير وإحترام لهذا الحزب الوطني الرائد ، وأنا أنظر إلى تاريخه السياسي الحافل بالعطاء والإنجاز في كل المجالات عموماً ، وفي المجال الديمقراطي والمشاركة السياسية على وجه الخصوص ، وأنا أشاهد أيضاً حالة الحراك الطوعي والتفاعل الجماهيري الإختياري الواسع ، الذي كان وما يزال يحظى به هذا الحزب في الساحة السياسية اليمنية ، فعندما أدخل الفضاء الالكتروني أشعر أنني في مهرجان إحتفالي وكرنفالي بمناسبة الذكرى ال 40 لتأسيسه ' فشعارات وملصقات المؤتمر هي السائدة ، ما يدفع بالبعض إلى القول بأن خيول المؤتمر قد اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرت عليها ' كل ذلك الزخم الجماهيري رغم أن حزب المؤتمر لم يعد الحزب الحاكم ، فقد سلم السلطة بطريقة سلمية قبل حوالي عشر سنوات ' ورغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تعرض لها هذا الحزب الوطني الرائد ، منذ تأسيسه في يوم 24 أغسطس 1982م وحتى اليوم ، وآخرها مؤامرة الربيع العربي المدعومة من قوى خارجية ، والتي انخرطت فيها قوى المعارضة في فبراير 2011م ، ضد المؤتمر كحزب وضد النظام السياسي الديمقراطي التعددي الذي كان يقوده ، وما ترتب على ذلك من أحداث كارثية ومأساوية ..!!

فأنا بتقديري واحترامي لحزب المؤتمر ، أحترم نفسي أولاً ، واحترم المبادئ والقيم المدنية والحضارية التي أنادي بها ثانياً ، وأحترم رأي الأغلبية الشعبية ثالثاً ، وليس أمامي من خيار سوى أن أتوقف فوراً عن مهاجمة هذا الحزب الوطني الكبير ، وعن إنتقاد سياساته الانتقاد السلبي ، وأتوقف عن التقليل من شأن قياداته وكوادره ، لأنني إذا قمت بتلك السلوكيات السلبية ، فأنني أتناقض مع نفسي ، وأتناقض مع القيم والمبادئ الديمقراطية والمدنية التي أتشدق بها وأدعوا إليها ، والتي ينبغي عليا الإلتزام بها في كل الظروف والاحوال . وسوف أعتبر كل شخص يهاجم أو يتبنى سياسات سلبية وعدائية تجاه هذا الحزب الوطني المدني والسلمي صاحب الأغلبية الشعبية ، بأنه شخص غير مدني ، وغير ديمقراطي ، وغير حضاري وإن تظاهر بذلك ، وإنه شخص مأزوم ، وعنصري ، ومتعصب حزبياً ، أو مذهبياً ، أو مناطقياً ، أو طائفياً ، وأنه من أعداء الديمقراطية ، ومن أعداء الدولة المدنية الحديثة ، طبعاً أنا أصف حزب المؤتمر بحزب الأغلبية الشعبية والجماهيرية ، لأنه الحزب الذي حقق تلك الأغلبية في آخر عملية ديمقراطية خاضها الشعب اليمني في العام 2006م ..!!

لأن المقياس العالمي والحقيقي لقياس شعبية الأحزاب ، هي نتائج الانتخابات الحرة والنزيهة ، وما دون ذلك من المقاييس لا يعتد بها وليست أكثر من ظاهرة صوتية ، وبذلك فإن حزب المؤتمر سيظل حزب الأغلبية الشعبية ، حتى إجراء انتخابات جديدة ، يفقد فيها هذه الأغلبية لمصلحة حزب آخر ، والذي لا يحترم رأي الأغلبية الشعبية ، لا يستحق أي إحترام ، وأسوأ الأشخاص على الإطلاق هم الذين يتشدقون بالديمقراطية ، ويطالبون بالدولة المدنية الحديثة ، وعندما يصلون إلى السلطة ، ينقلبون على تلك المبادئ ، وتلك الدعوات ، ويتحولون إلى منظرين ودعاة للاستبداد ، والتسلط ، ومصادرة الحقوق والحريات ..!!

وبذلك ......

من كان يؤمن بقيم الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ، ليس أمامه من خيار ، سوى إحترام حزب المؤتمر ، كونه حزب الأغلبية الشعبية ، لأنه بإحترامه لحزب المؤتمر ، يعلن إحترامه لرأي الأغلبية ، واحترامه لرأي الأغلبية ، يؤكد بأنه إنسان مدني وديمقراطي وحضاري ، بالإضافة إلى كونه الحزب الذي نشأت وترعرعت الديمقراطيه خلال فترة حكمه ' وبالفعل وأنا أتابع أراء العديد من أصحاب الرأي والفكر ، والذين وقفوا يوماً ضد حزب المؤتمر ، والذين ينتمون لتيارات أخرى ، وهم مؤخراً يتكلمون بإيجابية عن حزب المؤتمر ، ما يعكس حالة النضج السياسي والفكري الذي يتمتع به هؤلاء الكتاب والمفكرين ، ويدل دلالة قاطعة على موضوعيتهم وإحترامهم للمبادئ والقيم المدنية والحضارية التي يؤمنون بها ، والتي يدعون إليها ..!!

ولو كنت معارضاً لحزب المؤتمر ........

لن أنجر خلف أصحاب المصالح السياسية والأطماع السلطوية ، الذين تدفعهم مصالحهم وأطماعهم ، وإرتباطاتهم الخارجية ، إلى شن الإنتقادات السلبية والعدائية والمتعصبة ضد حزب المؤتمر وقياداته ، لأن معارضتي لحزب المؤتمر ، لا تعطيني الحق ، بالتهجم السلبي على منهجه السياسي الديمقراطي التعددي ، لأنني بذلك أشجع الأفكار والدعوات والأصوات المعادية والرافضة للديمقراطية والمدنية ، وأشجع أصحاب المصالح والأطماع السلطوية ، وأساهم في التطاول على مبادئ الديمقراطية ، وأسس الدولة المدنية الحديثة ، التي أتشدق بها وأدعوا إليها ' وسأظهر أمام الجميع كشخص متناقض بين اقواله وأفعاله ..!!