مجلس قيادة الرئاسي.. أمراء حرب تتقاسم الثروة والسلطة

01:09 2022/08/13

كان يعتقد المواطن اليمني البسيط أن الحرب اليمنية أوشكت أن تطوي صفحتها، بعد طي الصفحة السوداوية للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي الذي يتحمل ما آلت إليه الأوضاع في اليمن من إطالة أمد الحرب دون حسم وعدم تحقيق سلام ينهي ثمان سنوات من الاقتتال والتشرد وبما تمر به اليمن من أزمات متعددة، سواء كانت الأزمة الاقتصادية أو الحالة المعيشية الصعبة أو السياسية ، وحتى العسكرية بالإضافة إلى البطالة والفقر المدقع وانهيار البنية التحتية و عدم توفر أدنى الخدمات الأساسية والتهديد المباشر للناس في لقمة عيشهم وانهيار لسكنهم. أما مرتباتهم فتكاد تكون معدومة. 
 
تسلم مجلس القيادة الرئاسي وأطلق الوعود للناس باستعادة الدولة ونقل اليمن الى الازدهار والتنمية وتحسين أوضاعهم. واستبشر المواطنون خيرا، باعتبار أن على رأس ذلك المجلس رجلا يملك قليلا من الحكمة والحنكة السياسية والخبرة العلمية والعملية التي تمكنه من إحداث نقلة في اليمن حسب وعوده ورفاقه؛ إلا أن الأشهر الماضية أوضحت أن الرجل ومن معه في المجلس لا يحملون شيئا سوى عقول خاوية وأنهم لا يختلفون عمن سبقهم وينفذون ما يؤمرون. وذهب دنبوع وجابوا ثمانية دنابيع. 
 
أربعة أشهر مضت كان عنوانها الأبرز خيبة الأمل بالنسبة لليمنيين ودخول مجلس القيادة الرئاسي كمشروع سياسي ووطني العناية المركزة سريعا لأنهم شخصنوا القضايا الوطنية والأخلاقية و 
الوطنية. ما صدم اليمنيين أكثر هو أنهم يرون مجلسهم الرئاسي لا يحقق أدنى مستوى من طموحهم وتطلعاتهم في الأمن والاستقرار الاقتصادي، في ظل تواصل انتهاكات الحوثي وارتفاع اسعار المواد الغذائية وانهيار العملة الوطنية وتفرغ أعضاء الرئاسي في تنمية استثماراتهم الشخصية.
 
لقد اكتفى المجلس بترويج الأكاذيب بشأن الوديعة، حتى ضاق الحال بالناس من سياسة الضحك على الذقون والترويج لأبطال من ورق، حينما طبلوا لعنتريات الرئاسة التي أعلنت رفضها لقاء المبعوث الأممي ورفض الهدنة إلا بعد إلزام مليشيا الحوثي بفتح المنافذ. غير أن كل تلك العنتريات انتهت باتفاق التمديد. استمعوا إلى الخبر مثلنا عبر قناة الحدث، وفورا كانوا أول المرحبين، رغم الخروقات  الحوثية الصارخة والمفزعة في الساعات الأولى من الاتفاق.
 
 لا شك أن مجلس العليمي لا يعنيه فتح المعابر أو حل المشكلة الاقتصادية أو الدخول في اتفاق سلام وإنهاء الحرب بقدر ما أن الأهم بالنسبة لهم في هذه المرحلة الانتباه لمصالحهم الضيقة والخاصة وانشغالهم في المحاصصة وتقاسم السلطة والثروة وتوزيع الأموال على الموالين والأتباع وعلى من يسبحون بحمدهم كأمراء حرب لا رجالات دولة؛ الأمر الذي ساعد على ظهور أصحاب المشاريع  الصغيرة.
 
لقد انشغل المجلس في معارك جانبية وخلافات طفولية توشك أن تكشف الغطاء عنهم وتعريهم أمام شعبهم بأنهم مجموعة وجدوا في السلطة وسيلة للارتزاق والتكسب، ولو على مصلحة الوطن والمواطن.