فشل دبلوماسي مرتقب

06:06 2022/05/27

تعز تفشل مرتين عسكريا ودبلوماسيا؛ فلا أحسنت في اختيار قادات عسكرية مهنية محترفة قادرة على فك الحصار، ولا أنها أحسنت في اختيار الوفد المفاوض لكسر الحصار، ولا أنها استطاعت أن تعيد مدنيتها ونضالها السلمي.
على أي حال، الوفد الحكومي المفاوض الذي يشارك في مفاوضات العاصمة الاردنية عمان، والذي تم ترشيحه من قبل محور تعز والسلطة المحلية، وبموافقة حكومة معين عبدالملك.
من وجهة نظري هذا الوفد المفاوض لم يكن بقدر حجم الحدث. ونحن هنا لا نلوم الأشخاص المشاركين في الوفد المفاوض بصفتهم الشخصية الذين نكن لهم كل احترام وتقدير، بل نلوم الجهة التي رشحتهم وحملتهم طاقة أكبر من قدراتهم للقيام بمثل هذا العمل كفريق مفاوض يفتقر إلى الخبرة السياسية والدبلوماسية وإدارة فن الصراعات. نستطيع القول بأن الأسماء التي وردت ضمن الفريق المفاوض مثلت صدمة كبيرة ليس على مستوى النخب الاكاديمية والسياسية والمثقفة فحسب، بل أيضا عند المواطن البسيط، كون الأسماء الواردة ضمن الوفد المفاوض غير جديرة في إدارة مفاوضات أممية. وهذا يؤكد لنا أكثر بأن الجهات التي قامت بترشيح الوفد المفاوض لم تكن بحجم المسؤولية الواقعة على عاتقها، ولم تعط معاناة أبناء تعزأي أهمية. ولو كانت حريصة على إنهاء الحصار، لأحسنت أختيار الوفد المفاوض ونجاحه. وهذا يدلل أيضا بأن السلطة  في تعز  مازالت تمارس سياسية المحابة ولم تغادر ماضيها وأخطاءها السابقة وغير جادة في القيام بأي إصلاحات في سياستها وإدارتها المختلة. 
وما شد انتباهي هو تعليق أحد المواطنين معبرا عن احتجاجه عن الوفد المفاوض، قائلا إن السلطة الشرعية لم تعط الخباز لخبازه، في اللحظة التي مدينة مثل تعز مليئة بالكوادر السياسية والدبلومايسية والخبراء في إدارة الصراعات والنزاعات وكان بإمكانهم أن يقودوا مفاوضات دبلوماسية وأن ينجحوها، لكن للأسف تم تغيبهم من مفاوضات العاصمة الأردنية عمان. وأضاف قائلا: مادام الشرعية لم تحسن اختيار ممثليها في المفاوضات ما فيش معنا خيار غير إننا ندعو الله بأن يهدي المبعوث الأممي ويتحول هو المفاوض عن تعز ، ويضغط عن الانقلابيين بفك حصار تعز، وينسى بأن للشرعية فريقا مفاوضا. واضاف مسترسلا في كلامه: نحن اليمنيين عندما نشاهد الأمور تمشي خارج النسق العلمي والمنهجي والفشل يلاحقنا، نلجأ إلى الدعاء ونستدعي التدخل السماوي لكي لا ننكسر، ونصنع أملا في دواخلنا. لكن في الأخير يتطلب بأن يلحق الدعاء العمل، كما يتطلب تغيير الوفد المفاوض في الجولة القادمة، في حال فشل الجولة الأولى من المفاوضات، لأن الدعاء الذي لا يلحقه عمل يتحول إلى دروشة، وإلى فشل متلاحق.