لا داعي للغرابة.. إيرلو يحكم وأنتم هاربون

07:26 2021/01/06

كتب الكثيرون معلقين على خطبة ايرلو -مندوب إيران العسكري في اليمن على هيئة سفير- في جامع الصالح بالعاصمة صنعاء، أمام جمع من يتامى قاسم سليماني -جماعة الحوثي- وتفاخر المدعو ايرلو بما قدمه النافق سليماني من دعم إرهابي بالمال والسلاح والخبراء للحوثيين، ليصبحوا كما وصفهم نبض وقلب محور المقاومة.
 
الحقيقة لم يعد مدهشاً أي عمل ينتهك السيادة والكرامة اليمنية من قبل هذه الجماعة العميلة، فهي لم تستبق شيئاً من قصص العمالة والارتزاق والتبعية المذلة إلا وطبقتها، ليس غريباً ان نرى إيرلو وخبراء حزب الله وسلاحهم وهم يتفنون في التنكيل باليمنيين، ويجاهرون بأن صنعاء عاصمتهم الرابعة، فالغرابة الحقيقة تكمن في استغراب من يستغرب ذلك! 
 
ليس غريباً تنمر إيران وقفازها في اليمن، وهم يرون بلاهة الشرعية وفسادها بل وافشالها لكل ما من شأنه ردع عميل إيران وسحق مخططه.
 
أما المواطن فليس بيده أن يفعل أكثر من إبداء الامتعاض والرفض لتحويل اليمن لضيعة إيرانية، وازدراء كل ما يصدر من الحوثي خصوصاً تشدقه بالوطنية والسيادة والكرامة، فالمواطن اليمني يئن بحسرة وألم للحال الذي وصلت إليه البلاد، ويتحسر بندم وقهر على من يسمون أنفسهم نخبة سياسية وحكومة شرعية، ورئيس توعد ذات يوم برفع العلم في مران، وخلد بعدها للنوم، وتنويم كل من يعمل على تخليص اليمن من براثن الحقد والتطاول الخميني الإيراني البغيض.
 
ست سنوات والحوثي يعربد في اليمن، لم يبق حجراً على حجر، ولم يصن أي حرمة للناس والدولة، يقابلها ست سنوات من الفساد والتآمر البيني في طرف ما يسمى بالشرعية، فالحوثي وممولوه استغلوا كل دقيقة لتثبيت انفسهم، والشرعية ولفيفها أهدروا كل فرصة لإثبات أنفسهم للمواطن بأنهم رجال وطن ودولة، اهتم الحوثي بتنفيذ أجندة إيران في اليمن، واهتمت الشرعية وقياداتها العسكرية بالمهاترات والخيانات وكيفية نهب الجبهات قبل تسليمها للحوثيين، لذا لا داعي للشجب والنواح فإيرلو يحكم ويتحكم ويأمر ويتآمر وأنتم هاربون.
 
لا غرابة أن يخطب إيرلو وغيره فصنعاء مختطفة منذ فرار الدولة منها ووصول الحوثي إليها، صنعاء وكل مدن الشمال تنسلخ يوماً بعد آخر عن نفسها وأصالتها ومكانتها العربية، وهذا ليس ذنبها، لكنه ذنب غثاء السيل المناهضين للحوثي، الذين لو انشغلوا به كما ينشغلون بالتغريدات والاتهامات الجاهزة، لكان في خبر كان من وقت مبكر، ولكنا نستمع في باحة جامع الصالح لخطبة عصماء في ذكرى استشهاد الزعيم صالح والقشيبي والشدادي وأبو اليمامة ومحمد صالح طماح فهم يمنيون وهم أحق بأن يقام لهم التأبين وليس المقبور سليمان.