تعز .. غرس القات بدلًا عن الفواكة والخضروات
انتشرت في وديان تعز الخصبه خلال هذه الحرب للأسف ظاهرة قلع أشجار الفواكه والخضروات واستبدالها بغرس وزراعة شجرة القات الخبيثه التي تدمر الصحة والاقتصاد أمام مرأى ومسمع من السلطة المحلية الحاكمة في تعز ، مما تسبب في زيادة طلب استيراد هذه السلع الضروريه من خارج مناطق الشرعية ، وبالعملة الصعبة ، برغم ارتفاع أسعارها الجنوني مقارنة بسعر صرف العملة.
حيث وصل سعر الكيلو الطماطم إلى 3500 ريال قعيطي ، والتي في حالة إذا تجددت الحرب لا قدر الله في اليمن ، ستغلق مليشيا الانقلاب الحوثيه منافذها ، وتفرض علينا في تعز مزيدًا من الحصار الجائر ، وتكون السبب في مضاعفة الأسعار ، والمجاعة التي ستزيد المواطن معاناة.
ومن هذا المنطلق ، نناشد مجلس القيادة الرئاسي ، ومحافظي المحافظات المحرره الأهتمام بهذه القطاعات الهامة ، وذلك من خلال إعادة تفعيل وتشغيل بنك التسليف الزراعي بفروعه ، ومن خلاله دعم وتشجيع المزارعين الذين يقومون بزراعة الفواكة والخضروات والذرة ، وتربية المواشي ، ومنحهم قروضًا ميسره تحفزهم من خلالها على التوجه الايجابي لقلع أشجار القات التي غطت مساحات كبيره من الأودية التي كانت تشتهر بزراعة مثل هذه المحاصيل ذات الجوده العالية ، والتي يستفيد منها الجميع ، ومنع استيرادها من خارج مناطق الشرعية ، وعمل حملة توعية في جميع الوسائل الإعلامية بمخاطر القات وأضرار على الصحة والاقتصاد ، وحث الناس على مقاطعته.
وبهذا التوجه الوطني المسؤل والمنشود سنحقق وبالتدريج الاكتفاء الذاتي مستقبلًا بإذن الله.
كون الأرض اليمنية تمتاز بأن معظم تربتها بركانيه صالحه لزراعة الخضروات والفواكة بأنواعها المختلفة ، وبجودة تنافس المنتجات المستوردة ، بالإضافة إلى تنوع المناخ بفصوله الأربعة التي تضاعف من إنتاح هذه المحاصيل التي تلبي احتياجات المواطن وتخفف من معاناته.
وما نشاهده حالياً من توجه ايجابي ووطني ومسؤول من قبل القيادات المخلصه لله ثم للوطن نحو البناء والتنمية مشكورين ، نتمنى أن يشمل توجههم المنشود هذا أيضًا الاهتمام بقطاع الزراعة ، والثروة الحيوانية ، والثروة السمكية ، والصناعة ، وبأن لا يؤمنوا بمصطلحات عقيمة مثل نحن الآن في حالة حرب،
بل يؤمنون إيمانًا مطلقًا بقاعدة يد تحمي، ويد تبني ، ويتوجهوا جميعاً بروح الفريق الواحد نحو التنمية الشاملة ، والاكتفاء الذاتي ، والتخلص من هيمنة الدول التي تصدر لنا مثل هذه المحاصيل ، وتكتفي ذاتيًا ، وتوفر العملة الصعبة التي تحد من انهيار الريال اليمني أمام العملات الأخرى.
فنحن اليمنيون ذو قوة وبأس شديد كما وصفنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ، ولا نستسلم لمثل هذه المصطلحات العقيمة التي جعلتنا نتقدم للوراء.
وكذلك محاربة الغزو الاقتصادي الذي استغل الحرب والحصار ليتاجر بمعاناة المواطن اليمني المطحون ، من خلال صرف الفتات له من السلل الغذائية العقيمة ، التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، والتي بدأت تنقرض بسبب تعمد إطالة أمد الحرب من قبل هوامير الفساد ، وقلة الدعم من الدول المناحة ، وكذلك وضع الل سلم واللاحرب الحالي ، وعدم الحسم سلمًا أو حربًا والخروج باليمن إلى طريق.
علمًا بأن الهدف من هذا الغزو الاقتصادي هو اعتماد المواطن اليمني على هذا الفتات من السلل الغذائية ، وترك الزراعة وتربية المواشي، وهجر معوله والحقل ، واصابته بالكسل الذي يفاقم من معاناته ، حيث أصبحت معظم الأراضي الزراعية التي كانت تنتج سنويًا الكثير من المحاصيل التي تكفيه وتفيض منها للأسواق، مهجوره ، وأصبح المواطن كالمتسول على أبواب المنظمات والجمعيات ، بدل ما كان معتمد على نفسه ، ويعيش بعزة وكرامة خاصة بعد ما أسقط برنامج الغذاء العالمي عشرات الآلاف من الأسماء المستحقة للمعونة ، التي يقدمها البرنامج منذ سنوات ، غير مكترث لما سيؤل إليه هذا التوجه الظالم في ظل الظروف البالغة التعقيد ، وكيف سينعكس سلباً على عشرات الالاف من الأسر المتضررة.
ولهذا لا بد من الاهتمام من قبل ولاة الأمر بهذه القطاعات الاقتصادية الهامة ، واعطائها الأولوية نظراً لأهميتها القصوى التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وترجمتها عملياً على أرض الواقع.