في المعاشيق .. مهرجان "الملاطيم" و«مطايب» المرق
في المعاشيق ، الكل أحضر معه "صعاليكه" حينما وجدوا أنفسهم مسؤولين عن هذا البلد الجريح، وبالصدفة، وهي حقيقة أصبح الفاسدون ومزدوجو وظائف النهب والاستيلاء على المال العام يحظون بحصانة وزارية يعجز القانون أن يطالهم.
إنها فضيحة من العيار الثقيل، أنيس باحارثة مدير مكتب رئيس الوزراء يقتحم الأمانة العامة على مطيع دماج، يسب ويشتم في مهرجان "الملاطيم"، وهي الصورة التي تعكس الحالة التي وصلت إليها اليمن حينما غاب رجال الدولة الحقيقيين واستُبدولوا بمسؤولين "تجميع" مستخدم غير نظيف.
عودة الى ما قبل 2011، كان رجال الدولة يملأون كراسيهم، ومن النادر ان تشغل النطيحة والمتردية كراسي الدولة العميقة، وهذا هو السر الذي أبقى الدولة قوية متماسكة قادرة على تجاوز الأمواج المتلاطمة، وظلت السفينة تبحر بالمواطن إلى مرسى الأمان.
وعليه، فإن فضيحة ما جرى في المعاشيق تضع الحكومة برئاسة الدكتور فضل بن مبارك على محك من الفوضى إذا ما كان هناك تحرك جاد وسريع في إعادة النظر فيمن أحضروهم ضمن طاقمهم الإداري فأساءوا لهم ولأنفسهم وللدولة التي ينتمون اليها.
هنا كان الأحرى برئيس الحكومة معاقبة وإقالة من يرى في نفسه فتوة زمانه بدلًا من جلسة الصلح التي تمت بديوان عضو المجلس الرئاسي عبد الله العليمي وانتهت بمعركة "المرق"، وكان خلاصة القول أن بن مبارك فشل في احتواء الاشكالية بين مدير مكتبه وأمينه العام.