تغز بين سنوات القحط والعتمة و الكهرباء التجارية
ستة عقود و أكثر من عمر الثورة المباركة تفصلنا عن عهد الإمامة والكهنوت ، وما زالت تعز الثورة والصمود ورافعة المشروع الوطني والحضاري ،تعيش أجواءً شبيهة بالعهود الظلامية ، في ظل غياب قسري للكهرباء الحكومية بفعل مسؤولين أرادوا لها ذلك.
يحتفلون بإضاءة قلعة القاهرة بملايين الريالات بتيار كهرباء تجاري و تعز مسربلة بالعتمة و يلفها الظلام الدامس لعقد كامل دون خجل، في حين نجد أن دولاََ تحتفل بمناسبة مرور نصف قرن أو يزيد على عدم انطفاء التيار الكهربائي لثانية و احدة.
إنها الكوميديا السوداء في فصولها المثخنة بالألم و الوجع المستمر لدرة المدائن و سيدة المدن تعز، أيقونة الزمان وفرادة المكان.. إنها مفارقة عجيبة و مقارنة تراجيدية ، تبعثُ على الخيبة و الألم وتجعلنا في مواجهة واقعنا المحبط والأشد إيلاما وخيبة .
عشر سنوات عجاف من الحرب والحصار والدمار تقابلها عشر سنوات من العتمة و الظلام الدامس ، تختزل في ثناياها فصولاََ من المأساة لغياب الكهرباء الحكومية وخروجها عن الخدمة و حرمان أهلها..
تلك هي سنوات القحط والعتمة و الدمار تحكي زمناّّ مرعباّّ وليالٍ سوداء وهي لعمري كفيلة لانتفاضةِ شعبِِ بأكمله.