21 سبتمبر .. كارثة إجرامية بتاريخ اليمن

09:51 2024/09/20

منذ قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م لم تشهد الجمهورية اليمنية وشعبها العظيم يومًا كارثيًا أسودًا مثل يوم الـ 21 من سبتمبر 2014م الذي حل ظلامه من أول أيامه وعمّت جرائمه وكوارثه منذ أول لحظاته وظهرت مخططاته ومؤامراته منذ أول خطواته وشوهد مستقبله المظلم على ملامح ووجوه وأشكال كهنته وطغاته وبغاته..

ففي ذلك اليوم المأساوي المشؤوم تغيرت أقدار الشعب اليمني، وتغيرت مجريات حياته ، وتوقفت رحلة نهضته وتقدمه وازدهاره ، وسقطت نعمة أمنه وأمانه واستقراره ، حيث دشَّنت عصابة الانقلاب الحوثي القادمة من كهوف مران صعدة بانقلابها الإجرامي الجبان، مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الحديث
مراحلة مليئة بالبؤس والظلم والظلام والفساد والإفساد والجهل والتخلف والإجرام والاستعباد والاستبداد والتسلط والقهر والإذلال.

إنها مرحلة تغطرست فيها مليشيات التخلف والعمالة والعنصرية ، وأغرقت البلاد بدماء مئات الآلاف من المواطنين المدنيين ، وشردت وهجّرت الملايين من الساكنين المستقرين الأمنيين ، وأغرقت المدن والقرى والمحافظات بالمقابر وصور الشهداء المستهدفين والمغدورين. أقامت آلاف السجون والمعتقلات وكبّلت السياسين والإعلامين والناشطين والتربويين والقضاة والموظفين المخلصين ، ونصبت المشانق السرية، وأعدمت الأحرار والمعتقلين الوطنيين..

كما أنها نشرت الطائفية والمناطقية والعنصرية، وأعتدت على الكرامة الانسانية وجنّدت الأطفال من المداراس والمستشفيات والحارات واستغلتهم بزراعة الألغام والأعمال العسكرية. خلقت ودعمت العداء والانقسام والاختلاف بين المكونات الوطنية ، واستولت على الوظائف العامة والمناصب الهامة ، وقطعت المرتبات ، ونهبت الثروة والمال العام والإيرادات والمساعدات ، وفرضت الإتاوات والجبابات ، وحاصرت المدن والقرى وقطعت الماء والكهرباء والطرقات ، وزرعت الالغام والعبوات والمتفجرات ، وفجرت المنازل والعمارات والعقارات.. حاربت المثقفين والمؤهلين والعلماء والمتخصصين والاكادميين ، ودعمت اللصوص والمنحرفين وأصحاب السوابق والمشبوهين ، وغيرت المناهج الدراسية..

بالإضافة إلى أنها فرضت الدورات الطائفية ، وشرعت للأعمال والممارسات والانتهاكات الإجرامية والارهابية.. دمّرت المؤسسة الأمنية والعسكرية والإقتصادية والمنجزات التنموية والخدمية والانجازات الجمهورية والديمقراطية والوحدوية ، وشرعنت للعمالة والخيانة والارتزاق والتبعية لدولٍ خارجية معادية وتبنت تنفيذ مخططاتها الإجرامية، وادخلت العادات والتقاليد والممارسات الدخيلة على المجتمع اليمني، وغيرت الهوية اليمنية، واحيت واحتفلت بالاعياد والمناسبات العنصرية والكهنوتية، وحرمت ذكر الاعياد والمناسبات الوطنية والجمهورية وحولت الأراضي اليمنية الي ولاية إيرانية وإلى ميادين حرب للتصفيات الداخلية والاقليمية والدولية وأعادت البلاد إلى زمن الفوضى والعبث والعصور الحجرية..

هذه العصابة المارقة لن تتوقف عن مواصلة تنفيذ مخططات الاحتلال الإيراني ومواصلة تدمير الوطن وإهلاك وتجويع وإفقار وتجهيل واستعباد الشعب اليمني ما لم تتوحد كل المكونات الوطنية والجمهورية ، ويفوق الشعب بأكملة ويتحرك بكل قوته وإمكانياته وبكل أحزابه وقبائله وأفراده ونقاباته ومكوناته ويتوجه الجميع لمواجهة هذه المليشيات الكهنوتية في كل المحافظات والمدن والمديربات والعُزل والقرى والشوارع والأحياء ويبترون هذه النبتة السرطانية الخبيثة ويغسلون عار هذا اليوم الأسود وآثاره الكارثية.