تقلب الساسة وسقوط الأقنعة

11:53 2024/04/14

تعتبر اليمن واحدة من الدول العربية التي تعاني من صراعات داخلية وحروب مستمرة تؤدي إلى معاناة الشعب اليمني زيادة مآسيه . ورغم أن القضايا السياسية والعسكرية تعتبر جزءاً كبيراً من الصراع في اليمن، إلا أن جوهر المشكلة اليمنية يمكن أن يكون في انخراط بعض اليمنيين دون وعي في المشاريع الإقليمية والدولية في اليمن التي ساهمت في تقسيم اليمن وتوسيع التشرذم والتمزق واتساع رقعة الحرب.

في الواقع، يلاحظ الكثيرون أن بعض اليمنيين يعملون مع جهات خارجية لتحقيق أهدافهم الشخصية والسياسية دون النظر إلى مصلحة اليمن كدولة وشعب. هؤلاء الأشخاص يتبنون أجندات خارجية ويستخدمون اليمن كساحة لتحقيق أهدافهم الشخصية، سواء كانت تلك الأهداف مالية أو سياسية ولو على حساب الوطن الذي كانوا يستظلون بظله لكنهم لم يراعوا فيه إلًا ولا ذمة وجعلوه رهينة للأطماع الخارجية خدمة لمصالحهم الضيقة .

تتجلى هذه الظاهرة في تفكك اليمن وتفرق شعبها، حيث يتجه كل فريق نحو الاتجاه الذي يخدم مصالحه الشخصية دون النظر إلى وحدة اليمن واستقرارها. ومن هنا، يمكن رؤية اليمنيين يقاتلون بالوكالة في صراعات داخلية متصاعدة، دون أن يكونوا على دراية بالتأثيرات السلبية التي تنجم عن هذه الصراعات على اليمن وشعبها.
وبالتالي فإن ضرورة توعية اليمنيين وتعزيز وعيهم بالمشاريع الإقليمية والدولية في اليمن لا يمكن أن تكون مبالغ فيها. فالوعي السياسي والاجتماعي للشعب اليمني يمثل الضامن الأساسي لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.

إن الوضع السياسي في اليمن خلال السنوات الاخيرة قد كشف العديد من الحقائق المريرة حول الساسة اليمنيين ومدى تفاوتهم بين الوطنية والمصالح الشخصية، و تبيّن للشعب اليمني أن العديد منهم كانوا يتظاهرون بالولاء للوطن والشعب، لكنهم في الحقيقة كانوا يعملون وفق مصالحهم الضيقة ويسعون لتحقيق أهدافهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن. حيث
تحول البعض من هؤلاء الساسة إلى أدوات تدار عبر الريموت كنترول، حيث يستخدمون السلطة والنفوذ الذي يمتلكونه من أجل تحقيق مكاسب شخصية ومالية، دون أن يهتموا بمستقبل اليمن وشعبه. 

نراهم في كل حدب وصوب وبكل جحود وعدم ولاء للوطن يتلاعبون بمصائر المواطنين ويسيطرون على مقدرات البلاد من أجل تحقيق مكاسبهم الخاصة و يتلاعبون بالمشاعر الوطنية للشعب اليمني، لكنهم في الواقع يعملون ضد مصلحة الوطن والشعب.

ووسط التشردم الحرب الحوثية والولاءات الضيقة اصبحوا وكلاءً وأذرعًا باعوا السيادة الوطنية واستقدموا الاجنبي الى البر والبحر واصبح اليمني بلا دولة يعيش بارضه نازح ولاجئ يتسول المساعدات بلا مستبقبل ولا امل في غد مشرق.. 
قد يكون هذا أمر مبرر في عالم المصالح وليست هذه مشكلة البلد" أن المشكلة الحقيقية في أن قلة من أبناء اليمن من زنابيل الداخل والخارج الذين انخرطوا في هذه المشاريع دون ذرة وعي أو ضمير تجاه وطنهم أو شعبهم وقادوه الى الهاوية وضياع الدولة الرشيدة.

لذلك، يجب على الشعب اليمني أن يتحلي بالوعي والحذر في اختيار قادتهم المستقبليين، وأن يكونوا حذرين من السياسيين الذين يتلاعبون بمشاعرهم ويسعون فقط لتحقيق مكاسبهم الشخصية. وعلى الساسة أن يكونوا صادقين في وعودهم وأن يضعوا مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار.

ففي خضم كل هذه الصراعات والأطماع، اليمن بحاجة إلى قادة يحملون روح الوطنية والتضحية ويعملون من أجل تحقيق العدالة والاستقرار في البلاد، وإذا استطاع الشعب اليمني تجاوز التحديات الحالية والتحرر من الفساد والظلم، فإنه بالتأكيد سيتمكن من بناء مستقبل أفضل لليمن وشعبه.

إذا كانت اليمن تريد الخروج من هذه الأزمة الدائرة، فإنها بحاجة إلى توحيد صفوف شعبها وتعزيز الوعي السياسي والوطني بين أفرادها. لذلك، يتوجب يجب على اليمنيين التفكير بوحدة اليمن ومصلحتها الوطنية فوق كل اعتبار، وتجنب الانجرار وراء المصالح الشخصية والسياسية التي تضر بالوطن وشعبه.

إن الحل الحقيقي للمشكلة اليمنية لن يكون إلا بالتعاون والتضامن بين شعبها وتجاوز الصراعات الداخلية والانخراط في مشاريع تعزز الوحدة الوطنية وتحقق الاستقرار والتنمية في اليمن. إن اليمن بحاجة إلى قيادة حكيمة تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار وتعمل على توجيه الجهود نحو بناء دولة قوية ومزدهرة تخدم مصلحة شعبها وتحقق آماله في الحياة الكريمة.