غزة لم تنتصر ولكنها ستنهض مجددًا

قبل 3 ساعة و 48 دقيقة

أكتب مقالًا صحفيًا طويلًا عن "انتصرت غزه"..
وغدًا سيخرجون للصلاة في الساحات احتفالًا بالنصر وبيفرشوا الغتر وتبرعوا لنصرة غزه وإعاده إعمار غزه وهات يا قرط .
عنوان استفزني ودفعنا للرد على هؤلاء العاهات
هذا العنوان الذي أوستوقفني مصدومًا .
احتفلوا بوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم سنحتفل جميعًا بذلك، أما أن تقولوا نحتفل بالنصر فأي نصر هذا؟؛.

كيف انتصرت وانا أشاهد الدمار الشبه كلي للمدينة؟،

 كيف انتصرت وانا أشاهد مئات الآلاف من الجرحى والمعاقين والمشردين؟.
كيف انتصرت وانا أشاهد آلاف اليتامى والثكالى والارامل؟ .
كيف انتصرت وانا أشاهد ما يقارب من خمسين ألف شهيد من الأطفال والنساء والرجال؟.
كيف انتصرت وتم فرض هيمنة إسرائيل على غزه ولبنان وسوريا والمنطقه بأكملها؟.
كيف انتصرت وانتم اليوم تفاوضون على تسليم جميع الأسرى مقابل جثه السنوار الذي كان بالأمس قائدًا حيًا بينكم؟ .

لو أن إسرائيل هاجمتكم واضطررتم للحرب والدفاع كنا سنعذركم لكن تذهبوا للتحرش والمغامره وكان بإمكانكم تفادي الحرب إلى أن يكون لديكم القوة والقدره على الندية.

لكن غامرتم بحرب خاسرة وقمتم من خلال عملية غير محسوبة بأسر بعض الشباب والنتيجة تقايضون بهم اليوم بجثة قائد كان بالإمكان أن يكون اليوم حيًا يُرزق بينكم لولا مغامرتكم الغير محسوبة.

انا لا اتشفى بكم ولكن من قهري على الشهداء والجرح والمنكوبين أتحدث .

دمرتم بلدكم بمغامرة خاسرة ورجعتم خمسين سنة للخلف وتأتي تتحدث عن انتصار .

إلى متى ستظلون تكابرون؟،
أخطأتم وبسبب أخطائكم دُمّرت غزه وقُتل عشرات الآلاف وجُرح مئات الآلاف وتشرد ملايين وبدلًا من أن تقدموا اعتذاركم لهذا الشعب المنكوب بسبب مغامراتكم تريدون أن تقنعونهم بأنكم انتصرتم.

يا أخي، احترم عقول وتضحيات الناس. وحتى أخطاءكم ونكباتكم تريدون أن تقنعونا بأنها صحيحة وأنها أعمال بطولية.

لا تقول لي أن المقاومة مستمرة و...... الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان مستضعف وليس لديه القدرة على قتال الكفار خرج بأصحابه إلى الحبشة والى المدينة ولم يغامر بهم إلا عندما صار لديه جيش يستطيع أن يُقاتل. وعندما حاول دخول مكة ورفضت قريش رغم قوته عاد بعد اتفاق ورغم معارضة الصحابة. وعندما أمتلك القوه دخل مكة مكتسحًا الجميع وفاتحًا لها والكل صاغر.

فلا تقول لي نحن نقاتل حتى نتحرر . لأن هذا انتحار وقتالك سيدمر أهلك وإخوانك وأرضك ووطنك وتتحمل انت نتائج ذلك وكل روح زهقت هي في عنقك قبل أن تكون في عنق الصهاينة المغتصبين.

اعلم أن كثيرًا لن يعجبهم كلامي لأن الحقيقه دائما مُرة. 
انا لا أجيد فن المغالطات وتزييف الحقائق، فما حدث لغزة جريمة وحشية و إنسانية، تتقاسمون ذنبها انتم والصهاينة.

قلك انتصرنا ..

لا، لم تنتصروا. لا يوجد انتصار عندما تكون النتيجة دمار وموت وجراح. لا يوجد انتصار عندما يكون الثمن دفعه الأبرياء، الأطفال، النساء، الشيوخ. لا يوجد انتصار عندما يكون الفرح مبنيًا على جثث الشهداء والمشردين.

غزة تحتاج إلى إعادة إعمار، تحتاج إلى مساعدة ودعم للمتضررين، تحتاج إلى سلام واستقرار. لن يكون هناك انتصار حقيقي حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، حتى يعود الضحايا إلى بيوتهم، حتى يعود الأمل إلى قلوب الناس.

لا تحتفلوا بالنصر على حساب الدماء التي سالت، بل احتفلوا بالسلام والمحبة والتعاون. احتفلوا بالتضامن والوحدة والتعاطف. احتفلوا بالحياة وبالعيش بسلام.

غدا ستخرجون للصلاة في الساحات، ولكن لن يكون هذا احتفالًا بالنصر، بل احتفالًا بالسلام والأمل والإعمار. لن يكون هناك غتر لتتبرعوا بها، بل ستكون هناك أيادٍ ممدودة لمساعدة الضحايا وإعادة بناء المدينة.

غزة لم تنتصر، ولكنها ستنهض مجددًا، بمساعدة العالم وبتضامن الشعوب. لا تفرحوا بالنصر، بل ابتهجوا بالسلام والمحبة والعدالة. لا تنسوا أن الحقيقيين لا يبتغون الانتصار، بل يسعون للسلام والتعايش السلمي.