التمييز والعنصرية جذر كل بلاء وكارثة.

06:44 2024/03/24

ما جرى في رداع هو تأكيد على أن انتهاك الحقوق والحريات ، والتعدي على المواطنين خارج إطار النظام والقانون ، هو تمييز وعنصرية، و هو ما يوصل هكذا تصرفات وانتهاكات الى هذا الحد من الاجرام والبشاعة  ، حتى ولو كانت من رجال ينتمون الى الدولة ما دامت مخالفة للقانون فهي أعمال إجرامية ومُدانة.

تم ممارسة تلك الانتهاكات وذلك التمييز والعنصرية من قبل جماعة الحوثي، المصنفة على لائحة الإرهاب، بحق الأقليات الدينية الغير مسلمة من (يهود ومسيحيين وبهائيين وغيرهم  )، في ظل صمت محلي مطبق  بل و موافقة وتشجيع لتلك الانتهاكات وتأييد لذلك الاعتداء على - الكفار - حسب زعمهم، لا لشيء إلا لأننا نختلف عنهم  في الدين والمعتقدات ، وفي آخر المطاف تم نفي - الكفار من اليمن - ما عدا أصوات  قليلة مشكورة محلياً هنا وهناك..

لم يشفع لنا الوطن الذي نشترك فيه لدى المتطرفين الحوثيين بشيء ، ولم تُغنِ عنا أصالتنا في الانتماء الى بلدنا مطلقاً ، وعندما صاحت المنظمات الدولية وتحدث العالم من أجلنا أصبحنا في يوم وليلة خونة وعملاء في نظر المتطرفين والراديكاليين ، واصبحنا حرباً ناعمة، حسب زعمهم..

اليوم، تُمارس مثل هذه الجرائم الشنيعة و المؤلمة والمحزنة والمدانة تجاه مواطنين ليسوا - كفارًا - مثلنا كما يتصور المتطرفون ، بل ان مشهد الشيخ المسن الذي قُدم له الماء ليشرب وقال بانه صائم ورفض شرب الماء رغم هول المشهد الذي هو فيه ، هل تعلم معني انه صائم في رمضان؟، يعني انه ليس على دين آخر و ليس كافر بالأديان.
إن ذلك المنظر ليدمي القلب ، ويبث الحزن و الأسف ، والاحترام والاجلال لذلك الشيخ المسن معاً..

والجميل أن الجميع صاح وندد هذه الجريمة البشعة واستنكرها..وتوالت بعد ذلك الاعتذارات تلو الاعتذارات من مختلف المستويات الرسمية للجماعة الحوثية المتطرفة والإرهابية..

ويبقى السؤال، لماذا لا يتم استنكار كل الإجراءات الغير  قانونية تجاه أي مواطن من قبل أي مسؤول في الدولة سواءً كان ذلك المواطن مؤمنًا أو كافرًا ، مسلماً أم غير مسلم بنفس الصورة والقوة التي استُنكرت به هذه الجريمة الشنيعة ، مادام انه مسالم ولا يعتدي على أحد؟أم أن الكافر مستباح الدم؟ ، والله سبحانه وتعالى قد عصم دم حتى الكافر ، الغير مقاتل، وأعطى الكرامة للجميع - ولقد كرمنا بني ادام -، فما بالنا بأصحاب المعتقدات الدينية ( يهودي - بهائي - مسيحي - احمدي ) و غيرها  اينًا كانت ،

وإن لم نصل الى مستوى هذا الوعي فإن المأساة ستتكرر ..

الم تنزل سورة للكافرين ( بان لكم دينكم ولي دين ) كلنا يمنيين وننتمي الى تربة هذا الوطن علينا احترام النظام والقانون ، وحسب ..

وعلينا النظر الى الانسان بمنظور المواطنة فقط ،
وما لم يتعزز مفهوم المواطنة المتساوية فسنظل نكتوي بجحيم العنصرية والتمييز في مختلف الاصعدة والميادين والمجالات ،

وما لم يتم احترام الحقوق والحريات والقانون فستبقى الجرائم تتكرر وتعيد نفسها لان التمييز والعنصرية تجاه المختلف مازالت معشعشة في العقول ، والدولة ومن يريد ان يكون خادماً  في اجهزة الدولة ينبغي أن يزيل من عقله وفكره وثقافته كل أشكال التمييز والعنصرية ،

مالم فإن الجرائم ستبقي مستمرة ولن تتوقف ، وستتوالى الاعتذارات تلو الاعتذارات من الاخطاء الفردية كما يقال، وكم جهد الناس اخطاء فردية ؟

العنصرية والتمييز رأس كل بلاء..

امين عام المجلس الوطني للأقليات و أحد البهائيين اليمنيين .