استمرار حملات التضليل والتشويه الديني ضد أتباع الدين البهائي في اليمن

08:54 2023/06/14

في البداية أريد أن أوضح بأن 
 
الله ليس قاصراً يحتاج إلى وكيل،
 
وليس ضعيفاً يحتاج إلى معين،
 
وليس غافلاً يحتاج الى من ينبهه،
 
وليس جاهلاً يحتاج إلى من يعلمه، فهو خالق الخلق ومطلع على ما في النفوس. 
 
يرعد الحوثيون اليوم ويزبدون كما فعل من قبلهم المتعصبون من الطرف الآخر ضدهم وضدنا نحن البهائيين، ويعيدون نفس الاسطوانة ويكررون هُراءهم حول ثلاث قضايا وقد أوضحناها مراراً وتكرار، وهي 
- قضية العمالة لأمريكا وبريطانيا والجاسوسية لإسرائيل وقضية الفساد الأخلاقي وأننا نبيح زواج الأقارب، وأننا نغير دين الناس بالمال. 
 
وكلها افتراءت لا أساس لها من الصحة ولا دليل عليها مطلقاً. والحقيقة أن البهائية رسالة سماوية جديدة بعد رسالة محمد عليه السلام وهذا إيماننا الذي لا نفرضه على أحد ويستفز كل أحد مثلما استفزت الرسالات السماوية السابقة كل الأمم، مما يدفع رجال الدين والعلماء من المتعصبين والمتطرفين للقيام بمحاربة الدين الجديد والرسالة الجديد بمختلف الطرق والأساليب، ومنها هذه الافتراءات التي تتصدر لها جماعة الإرهاب الحوثية اليوم. 
 
علماً بأنه عندما يكون الحديث عن الدين ينبغي أن يقوم على أساس أن مالك الدين هو الله وتقع مسؤولية الإنسان في حدود الاستقامة على ما يختار هو  من دين، لا أن يستعلي على الآخرين بدينه ويتعدى عليهم بفرضه وإرغامهم على اتباعه، ولذلك أخبر ربنا بكل ثقة بأنه (لا إكراه في الدين) وأعطى حق أنه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأكد على أن كلا يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا، وحذر المؤمنين بأن عليهم مسؤولية أنفسهم وأنه لن يضرهم من ضل إذا كانوا هم مهتدين.
 
وتحري الحقيقة مسؤولية فردية وعلى كل إنسان البحث والتحري حولها، وقضية اختيار الدين قضية شخصية بحتة لا يحق للدولة أو علماء أي طائفة أو جماعة أو أي هيئة اجتماعية أو أي كان التدخل فيها فهي بين العبد وربه. 
 
والله تعالى ليس ضعيفاً ولا قاصراً ولا غافلاً ولا جاهلاً يحتاج إلى معين أو وكيل أو منبه أو معلم فهو الوكيل والحفيظ والمعين والعالم بما تخفي الصدور، فأين تذهبون يا من نصبتم أنفسكم حماة للدين، أما تعقلون ما تقولون وعمن توكلتم للدفاع والحماية والتنبيه والتعليم؟! 
 
وعلى هذا الأساس دوركم ودورنا جميعا هو عرض ما لدينا من معتقدات ومن إيمان أيا كان بكل حرية وفي ظل قانون يحمي الجميع من أن يعتدي أحد على أحد أو أن يطغى أحد على أحد، ولا يحق لنا أن نتقول عليكم بأن دينكم كذا وكذا ولا تتقولوا علينا بأن ديننا كذا وكذا كما ترعدون اليوم وتزايدون، وحينها ستتضح حقيقة كل دين أمام الملأ من ألسنتنا وألسنتكم. 
 
 فلا بد في المرحلة القادمة من قانون يوقف هذا التعدي من أصحاب دين على آخر أو مذهب على آخر حتى تنتهي هذه الإثارات للضغائن والعداوات باستغلال المنابر والخطابات. 
 
ولذلك ليست مشكلتنا معكم في أننا نحتاج أن ندافع عن ديننا أو نبرر ما تفترونه من زور وأباطيل.  مشكلتنا أعمق من ذلك بكثير، مشكلتنا معكم في حق الإنسان وفي احترام الإنسان وفي كرامة الإنسان، في حماية الإنسان من طغيان أخيه الإنسان ومن جور ظلم الإنسان لمجرد اختلافه في الدين أو المذهب أو أي عنوان، هذه هي مشكلتنا الحقيقية معكم، أنكم أسقطتم الإنسان وأقمتم بديلا عنه مجموعة من الأوهام ولذلك من أجل حماية تلك الأوهام تدمرون الإنسان وتفسدون حياة الإنسان وأهدرتم طاقات الإنسان ودمرتم الأوطان بذريعة وحجة حماية الدين. 
 
الدين لا يحتاج منا ومنكم إلا الاستقامة على تعاليمه فقط، والدين الحق إذا كان حقا فسيثبت نفسه وإن كان باطلا سيضمحل ويتلاشى. 
 
إذاً مشكلتنا الحقيقة معكم هي الاضطهاد والسجن والملاحقة وتكميم الأفواه ونهب الممتلكات والسبب إيماننا بدين غير دينكم. 
 
لماذا كل هذه الحرب الشعواء وقضيتنا هي مسألة اعتناق دين فقط؟ لماذ كل هذا الطغيان علينا هل لأننا اخترنا ديننا بأنفسنا فهذا من حقنا ولستم لنا أرباباً ولسنا لكم عبيدت، إنما الله ربنا وربكم أجمعين فاعبدوا ما شئتم واتركونا نعبد ما نشاء وإن كان ما أمنا باطل فحسابنا على الله. 
 
ولنفترض جدلاً  أننا على الباطل ما شأنكم وشأننا، هل الجنة والنار ملك لكم أم انها ملكا لله، وهل لكم شرك في السموات والأرض فكان على أساسها لكم حق في حسابنا على إيماننا وما نعتقده من دين أم أن حسابنا جميعاً على الله رب العالمين؟
 
ولتوضيح  الأساس الاول للدين الحق وإيضاح معالم الدين الباطل نقول: الدين الإلهي الحق قائم
على قانون لا إكراه في الدين،
 
وعلى مبدأ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر،، وعلى دستور لكم دينكم ولي دين. 
وتبنى المجتمعات والدول على قاعدة قل كل يعمل على شا كلته،
 
وتنسج العلاقات الإنسانية السوية على منهج لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، وهذا ما نؤمن به في الدين البهائي الذي جاء به حضرة بهاء الله وما جاءت به جميع الكتب و الرسل السابقين ولكن ما جاء به الىنبياء السابقرن تم اغتيالها واختطافها وصناعة أديان بشرية بديلة عنها ولذلك تركناها لكم واخترنا ديننا جديد ولم نرغمكم على ما ارتضيناه لأنفسنا من دين. 
 
ولكن في المقابل الأديان البشرية قائمة على قانون الإكراه في الدين وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وتؤسس على مبدأ أني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد، ودستورها ما أُريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد عن طريق فرض دين رسمي للدولة رغما عن جميع مواطنيها وبالتالي تفسد الدولة ويفسد الدين معاً ولا تعترف بـ لكم دينكم ولي دين، ولا تحترم التنوع، ولذلك لا تؤمن بأن كلاً يعمل على شاكلته إنما ما أهديكم إلا سبيل الرشاد. 
هذه مشكلتنا الحقيقة معكم وهنا وفي هذه الساحة ستكون معركتنا معكم وليس لدينا معركة غيرها. 
 
فهل لديكم الشجاعة أن تؤمنوا ولو بسورة قل يا أيها الكافرون واعتبرونا كفارا لا مانع لدينا وأنتم المؤمنون، ونترك حسابنا جميعا عليه فهو القوي القادر المهيمن الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، والحمدلله رب العالمين. 
الدين لله والوطن للجميع.