الأمم المتحدة ومأساة الشعب الفلسطيني

12:13 2024/03/15

تكرر وتردد في الآونة الأخيرة اسم الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اثناء الحرب على غزة فكان لابد من التعريف بها  وبمهامها وكيف ولماذا تأسست،  لمن لا يعرفها ومدى ارتباطها بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

تأسست من رحم وجع وهجرة الشعب الفلسطيني والغاؤها لن يكون بجرة قلم ، فنحن اصحاب الحق، وتأسيسها كان تدبيرًا مؤقتًا لحين عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. 
لابد من التعرف على  نشأة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى أو اختصاراً "أونروا" نسبة للاختصار (بالإنجليزية: UNRWA)‏. هي وكالة غوث وتنمية بشرية تعمل على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لحوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم.

يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949.، بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار عام 1950.
تعمل كوكالة مخصصة ومؤقتة، على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات لغاية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. ومقرها الرئيسي في فيينا وعمان. ومن ابرز مهامها:
•    تنفيذ برامج إغاثة وتشغيل مباشرة بالتعاون مع الحكومات المحلية.
•    التشاور مع الحكومات المعنية بخصوص تنفيذ مشاريع الإغاثة والتشغيل والتخطيط استعدادا للوقت الذي يستغنى فيه عن هذه الخدمات.

تمويل الأونروا
تموّل الأونروا من تبرعات طوعية من الدول المانحة. وأكبر المانحين للأونروا هي الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة والسويد ودول أخرى مثل دول الخليج العربية والدول الإسكندنافية واليابان وكندا.
وفي 8 مارس 2024 حذر فيليب لازاريني، المدير العام لـ"الأونروا" من أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة "مهددة بالموت ومعرضة لخطر التفكيك " بعد أن أوقف عدة مانحين تمويلهم بسبب مزاعم إسرائيلية بأن بعض الموظفين شاركوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل وتم ايقاف الدعم من مجرد مزاعم و شبهات من حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ومن الغريب ان اغلب الدول قررت ان تقطع التمويل الخاص بالوكالة حتى قبل التحقيق مع الموظفين وخروج النتائج، والاهم ان مصير ملايين الفلسطينيين متوقف على مزاعم واعمال فردية ان صدقت قبل خروج نتائج التحقيق، وهذا يوضح الكيل بمكيالين مع الشعب الفلسطين ، وهذه خطة مدروسة لحكومة الاحتلال لالغاء صفة اللاجئين عن الشعب الفلسطين الذين تهجروا من ديارهم وبذلك يتم الغاء حقهم في العودة الى مدنهم وقراهم التي تهجروا منها ، وبسبب الوضع الإنساني "الكارثي" الذي يشهده قطاع غزة،  أعلنت كندا والسويد، استئناف تمويل الأونروا، وهما ضمن 16 دولة علّقت تمويلها للمنظمة.
ووصف عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم الأونروا، قرار كندا والسويد باستئناف تمويل الوكالة بأنه "يعبر عن الثقة في العمليات التي تقوم بها في غزة وغيرها من المناطق التي تغطيها، وأعرب المفوض العام لوكالة الأونروا عن "تفاؤل حذر" باستئناف الدعم المالي الدولي للوكالة.

أبرز اوجه الإنفاق الوكالة 
وحسب تقرير صادر عن الوكالة في يوليو/تموز 2023، فقد وصل مجموع المبالغ المتعهد بها عام 2022 إلى 1.17 مليار دولار، منها دعم الأمانة العامة للأمم المتحدة الذي يمثل نسبة 3.9% فقط، في حين وصل الدعم المقدم من الشركاء التقليديين 89.2%، ومن الشركاء الإقليميين 4.4%، أما الباقي فيتوزع بين الجهات المانحة المستجدة والشراكة مع القطاع الخاص.
وتنفق الأموال وفق برنامج محدد، حيث تخصص نسبة 54% لبرامج التعليم، و18% للصحة، و18% للخدمات المشتركة والخدمات التشغيلية، و10% لبرامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية.

تُنفق أموال الأونروا على النحو الآتي:
المستفيدون من الخدمات :
تشمل خدمات الأونروا اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، والبالغ عددهم 3.8 ملايين لاجئ حسب إحصائيات عام 2001.

اللاجئ الفلسطيني
عرَّفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بالشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من أول يونيو/ حزيران 1946 حتى 15 مايو/ أيار 1948 والذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وعليه فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم التعريف أعلاه إضافة إلى أبنائهم.

هيكلية الانروا :
يرأس الوكالة مفوض عام، ويعمل إلى جانبه مندوب عام بالعاصمة عمان. ولدى المفوضية قطاعات تشمل مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية والمخيمات، وتشرف على ذلك مراكز في عدد من المناطق من بينها غزة ولبنان وسوريا والضفة.كما تتبع الأونروا ممثليات بكل من نيويورك وواشنطن والقاهرة والقدس المحتلة.
ففي 16 يناير/كانون الثاني 2018 وبعيد وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلطة، أعلنت بلاده حجب 65 مليون دولار من أصل 125 مليونا كانت تخطط لإرسالها إلى الوكالة، وفي 31 أغسطس/آب 2018 أعلنت واشنطن أنها لن تتعهد بأي تمويل إضافي، بل اتهمت الأونروا بارتكاب أخطاء.
ورغم أن الوكالة استفادت من مساهمات جديدة مقدمة من دول أخرى خلال 2018، فإن هذه المساهمات تراجعت في السنوات الموالية ليصل عجز ميزانيتها إلى 223 مليون دولار عام 2020، قبل أن يعود التمويل الأميركي مع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة.
وقد عانت الوكالة حالات عجز مالي متعددة، وخصوصا ما بين عامي (2011- 2016)، مما دفع بها في بعض الأحيان إلى تقليص برامجها الأساسية وتوجيه نداءات عاجلة إلى المانحين.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا تدخل الوكالة في ازمات مالية على الرغم ما تحتاجه مبالغ بسيطة بالنسبة للدول العربية والاجنبية؟ والجميع مساهم في ازمة الشعب الفلسطيني ، وما يدفعه الجميع للوكالة ليس منه من احد انما هو استحقاق للشعب الفلسطين وهو الفتات بما عاناه الشعب الفلسطيني من هجرة واقصاء عن الوطن ، في حين تنفق المليارات لتمويل ودعم الاحتلال دونما اي رقابة ليستمر ويتوسع على حساب الشعب الفلسطين