أهل غزة في رمضان .. أوضاع ماسأوية نتيجة الحرب والحصار

09:51 2024/03/13

حلَّ شهر رمضان هذا العام على الشعب الفلسطيني وهو  ما بين قتل وتشريد وجوع وإغلاق للمعابر، ومصير مجهول ينتظر الشعب  الفلسطينى جراء استمرار آلة الحرب الصهيونية التي تحصد أرواح الآلاف من الناس الأبرياء.

فأي رمضان أستقبله الغزيين في ظل حصارٍ مطبقٍ وصمت دولي وعربي مريب ازاء ما يحدث من جرائم قتل وإبادة جماعية لأكثر من مليوني شخص؟
أي رمضان أستقبله أهل غزة وقد أصبحت آلاف المساجد في غزة ركام؟، أي رمضان أستقبله اهل غزة وقد بلغ الشهداء أكثر من ثلاثون ألف شهيدا أكثرهم من النساء والأطفال وكبار السن؟ أي رمضان أستقبل أهل غزة وهم لا يجدون رغيف الخبز وشربة الماء؟

أي رمضان أستقبله أهل غزة وقد أصبحوا مشردين في وطنهم لاجئين في بلدهم يرقبون السماء علها تمطر قمحا مختوماً بختم الذل العربي، ولم يتجرا احد من الحكام العرب على فك الحصار عن أهل غزة واكتفى العالم كله برمي مساعدات الذل والخزي من السماء، ليختلط قمحهم مع الدم الفلسطيني؟

كنت قد شاهدت مقطع فيديو صادم لرجل خمسيني يجمع بقايا من القمح بعد أن اختلط برمل شاطئ غزه، وهو يردد: "لم أجدُ ما أُطعم أطفالي  سوى هذا القمح  المختلط بالرمل".

أستقبل أهل عزة رمضان هذا العام بالخوف والجوع والعطش، أستقبلوا رمضان بدماء الشهداء وانين الجرحى، إمساكهم سوف يكون على أصوات المدافع وإفطارهم بأزيز الطائرات الحربية الإسرائيلية، يلتحفون السماء ويفترشون الأرض بعد أن دمر الاحتلال منازلهم..

فاذا كان هذا حال اخواننا في غزة، فالواجب علينا أن نشاطرهم أحزانهم  وآلامهم، وهذا أقل واجب نقدر عليه، رغم أننا كشعب يمني يعاني ويلات الحروب من عدو يدعي "الاصطفاء الإلهي" في الحكم، قتل الآلاف من ابناء الشعب اليمني، وهجَّر الآلاف، فجَّر المنازل ومنع إقامة الصلاة في المساجد بعد أن حولها إلى مجالس للقات والمحاضرات الطائفية، عدو لا يقل خساسة عن العدو الإسرائيلي..

في المقابل تستقبل بعض الشعوب العربية رمضان بالموائد الدسمة والتسابق على مشاهدات الأفلام والمسلسلات وكأن الأمر في غزة لا يعنيهم، مع أن الواجب علينا كأمة إسلامية وعربية أن نتألم لمصاب أهلنا في فلسطين، وان نلهج بالدعاء لهم بالنصر والثبات في هذا الشهر الفضيل، وهذا أقل وأجب نقدر عليه.