حرب غزة أسقطت شعاراتها .. إيران والغرب وتحالفهما التاريخي لتدمير العرب
قبل المضي في دهاليز العلاقات الخفية بين إيران والغرب، دعونا نلقي إطلالة تاريخية حول علاقات اليهود مع الفرس منذ أن ظهرت ما سميت بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بزعامة الخميني ، ضمن مخطط استراتيجي غربي ايراني للتآمر على العرب، الطائرة الفرنسية التي أقلت الخميني إلى طهران، كان ذلك معداً كمخطط لصناعة نظام سياسي متطرف فوضوي. الغرب خلق الفوضى في ايران وأعطى لها مُسمى الثورة ودعمها حتى نجحت تحت يافطة مشروع تصدير الثورة الشيعية.
في الحقيقة كانت المتغيرات للإطاحة بالشاة هي سياسة اتفق عليها الغرب وهي ضمن المصالح الاستراتيجية تجمع بين إيران والغرب في السيطرة على المنطقة العربية والاسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية والمذهبية ، وتأسيس دول صغيرة ذات نهج أيدلوجي موالي لايران والغرب والكيان الصهيوني.
كما ان التاريخ القديم يروي لنا حكاية تعاون الفرس مع اليهود ، بالتحديد بعد حادثة السبي البابلي لليهود التي قام بها الملك نبوخذ نصر، والذي أسر على إثرها عدد كبير من اليهود وآخذهم إلى بابل ، ولكن بعد ضعف الدولة البابلية شن الفرس حملة على بابل وسيطروا عليها بمساعدة اليهود وبالتالي وقعت كل الأراضي التابعة للدولة البابلية تحت نفوذ الفرس في 539 ق.م، بمساعدة اليهود، وهنا تبدأ حكاية وبطبع النسخة البابلية للتوارة وتوزيعها ، وبالفعل وافق كورش الفارسي وأعطاها ما أرادت وتم لليهود ما صبوا إليه وهم إلى الآن يحتفلون بكورش الفارسي ويعتبرونه مخلصاً لهم.
هناك استراتيجية وضعها الغرب اليوم لتغيير خارطة العرب والقضاء على القومية العربية، وتفتيت الدول العربية الكبرى وجيوشها وتغيير معالمها الحضارية والثقافية ، واستعادة الإمبراطورية الفارسية التي مزقها العرب والمسلمين منذ فجر الإسلام ، وتأسيس ولاية الفقية الذي اتى به نظام الخميني المتطرف والحاقد على العرب والإسلام تاريخياً ، كمنظومة سياسية استبدادية تحمل نموذجًا عن الشكل الذي يجب أن يؤسس في المنطقة بدلاً عن الديمقراطية ،التي يتشدق بها الغرب ويسوق لها فقط فيما يخدم مصالحه.
فقبل التعمق في توضيح تلك العلاقة الخفية بين إيران والغرب والتي تتضح معالمها اكثر اليوم ، فحرب غزة أسقطت شعارات مبادئ إيران الجوفاء هي وأذرعها المليشياويه و ما كان يردده ملالي طهران ، بانهم يريدون استعادة القدس من الاحتلال الصهيوني ولكن ذلك لن يتم إلا بتدمير وتمزيق الدول العربية والقضاء عليها ، وهذا يؤكد مدى التضارب في المبادئ التي تدعيها إيران الصفوية. وهنا يلزم بنا العودة والتوضيح التاريخي لهذه العلاقة حيث ذكر الله عز وجل في سورة الروم بقوله تعالى (ألم غلبت الروم فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ في بِضْعِ سِنْيِن﴾ " فهذه الاية تشير إلى أن الروم كانوا في حرب مع الإمبراطورية الفارسية ، وكان المسلمون في تلك الفترة يقفون في صف الروم ، لأنهم اهل كتاب ، بل كانوا يشجعون الروم في أن تهزم الفرس ، لان الفرس وثنيين ويعبدون النار.
ولهذا، فان المسلمين في تلك الفترة بدأت تحصل خصومه بين الفرس والمسلمين ، حيث مر الزمان وانتصرت الروم على فارس ، وفرح المسلمون بهذا الانتصار تأييداً للروم ، وشماته بالفرس ، وبدأت نواة الشحناء بين المسلمين والفرس ، ومع ان الفرس دخلوا بكثرة في الإسلام ، لكن بقيت لدى الفرس واقع من المؤامرة والآخذ بالثأر من العرب والمسلمين ، حتى انهم تسربوا في الحاضر في تكوين العمل السياسي والديني ، وتغلغلوا في المجتمع الإسلامي، واستعانوا في الماضي بمجموعة من العصابات من أمثال اليهودي عبدالله ابن سباء ، الذي كان يعمل على نشر الخلافات والمؤامرات ، بل انهم قاموا بتزويج الخليفة علي ابن ابي طالب وأبنائه الحسن والحسين رضي الله عنهم من بنات فارس , وبذلك فقد دخلو إلى البيت الإسلامي ، وأدخلوا الصراعات وتألبوا هم وأشياعهم لإفشال خلافة أبوبكر وعمر وعلي ابن ابي طالب عليهما السلام ، حيث قاموا باغتيال ممنهج للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، بغرض تشتيت الخلافة الإسلامية، بينما كانوا يحشدون الجيوش في الشام والعراق لتقوية الجانب الفارسي الشيعي ، وتنظيم العلاقات الفارسية من خلال برنامج المصاهرة مع الصحابة.
وهذي هي السمه الفارسية المشهورة بهم ، وهذه هي أدواتهم في مجال التآمر وصنع الدسائس ضد العرب ، وعلى الرغم من ان الفرس يتبنوا حب ما يسمى ال البيت من خلال اختلاق الكثير من المرويات التي لم يثبت صحتها ، إلا انهم بنواياهم الخبيثه يحرضون بأسم ال البيت ، فقد اغتالوا الخلفاء ، وكلها في التاريخ ويشهد التاريخ بانها كانت من تدبير جماعات فارسية مرتبطة باليهود، لتدمير كيان الخلافة الإسلامية، ودخول الوصاية الصهيونية واليهودية وكل هذا غالبيته بتخطيط فارسي.
أن المؤامرة التي يستخدم فيها الغرب اليوم دولة إيران الصفوية وأذرعها المسلحة ضد العرب ، تستهدف أرض وحضارة وثروات العرب و مقدساتهم ، بل وحياتهم ومستقبلهم ، وهذه تعدّ اكبر مؤامرة بعد مؤامرة احتلال فلسطين العربية وما تبعها من ثورات ما سمي بالربيع العربي من قبل الكيان الصهيوني.
فإذا كان النظام الإيراني الحاقد والطامع على العرب قد قام بمحاولة احتلال العراق هم والغرب في مطلع الثمانينيات ،وتصدى لهم العراق والعرب جميعاً في حرب استمرت ل 8 سنوات وهزموا ايران وألحقوها خسائر كبيرة ،جعلتهم يستسلمون امام استبسال العرب فيما سمى بقادسية الشهيد البطل صدام رحمه الله ، فلم يكن الهدف العراق بل بوابة العرب الشرقية ، ولكن الغرب وايران ضلوا يحيكون المؤامرات ضد العرب ابتداء بإسقاط العراق لإنه كان يمثل الحائط الصاد لهم ، وبدوا حملتهم المسعورة مرة أخرى من خلال الحصار الذي فرضوه على العراق ، بل والتدخل العسكري المباشر هم و 33 دولة غربية ضد العراق في عام 2003 ، واحتلوا العراق باتفاق مسبق مع ايران هم وعملائهم لتدمير الكيان العراقي والعربي ، وتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات طائفية تطحن احداها الأخرى.
السياسية التي تحدث اليوم من اقتتال وتقسيم طائفي ومن تناحر بين ابناء معظم الدول العربية ، هو النموذج الذي تريده إيران والغرب أن يتم ، فلو استطاعت ايران من استكمال خطتها الخبيثة هذه ، لتحولت المنطقة العربية كلها إلى أشلاء مبعثرة ، ولبحيرات من الدماء ولضاعت طموحات وامال العرب في النهضة والاستقلال والحرية والحياة الكريمة. ان هذه هي حقيقة المؤامرة ضد العرب وما يحدث في غزة من حرب وفي البحر الأحمر ،إلا حلقة في سلسلة تاريخية من التآمر والتعاون لصناعة مشروع غربي إيراني خطير يهدد الامة العربية.
ان إيران ومشروعها الخبيث التي تحلم في تحقيقه بدعم غربي هو اشد مشاريع التأمر خطورة على العرب من الكيان الصهيوني ، بل انهم يعملون ضمن ووفق اجندة وبروتوكولات حكماء بني صهيون، حتى لو ادعت إيران كذباً صلتها بالعرب والإسلام وبدين العرب وتراثهم ، فحكام ايران يستغلون ما يحملونه من احقاد التاريخ والأطماع العنصرية والغرور والتخلف ، وغرائز الشر هم والغرب ولكي يدفعوا بإيران وأذرعها ومليشياتها المتناثرة في كل البلاد العربية لتدمير الكيان العربي والوصول والسيطرة على المياة الدافئة في البحر المتوسط و العربي والبحر الأحمر ، مالم يتحد العرب و يواجهونهم بمشروع قومي عروبي وعسكري يفشل تآمرهم ويخزيهم وينتصر عليهم العرب ، والا فالويل للعرب من شر قد اقترب.!
الدور الايراني ومخططه هو تعميق تثبيت وجوده، وتدمير المجتمع العربي وإضعاف وجوده وتأريخه ،وإذلال العرب بمشاريع جماعات ومليشيات التي وضعت كقوى تلعب الدور والسياسة الايرانية في العديد من الدول العربية، حيث تمكنت ايران من تدمير العراق من استغلال فراغ المنطقة من أي دولة عربية قوية ، ومع تفكيك المشروع القومي العربي ، استطاعت اسرائيل وايران من فرض وجودهما وإرهابهما في المنطقة.