العرب الذين يتجاهلون مخاطر وجودهم وبقائهم..!

05:28 2024/02/09

هناك حاجة عربية ملحة لإدراك طبيعة الظروف المعقدة، التي ترتبط بوجودهم ومستقبلهم ، خاصة في ظل زيادة التطورات الحاصلة في المنطقة وهي تطورات غير سهلة، والتي مازالت تهيمن على كل المنطقة وتجعل القدرة العربية ،في مواجهة واقع هذه المخاطر التي تتوسع يبدو مستحيل.

التهديدات الداخلية والسياسية والإقتصادية التي تعانيها المنطقة العربية يفوق بكثير مما يطرح الآن، ويكمن هناك تهديد أخطر وأوسع في محاولة دول غير عربية ، في التأثير في الواقع الداخلي العربي وجعله مفرغاً من مشاريع التنمية والإقتصاد، وهي بذلك تريد اضعاف أي خطوات عربية لتعزيز مبدأ بناء المؤسسات وتحقيق التطورات العلمية والمالية، وتقف حجر عثرة أمام احداث نقلة هائلة في الجانب العلمي والمعرفي.

المنطقة العربية تتراكم فيها الأخطاء السياسية ،والتي مع عدم وجود مشروع عربي حقيقي وغياب أي رؤية أو خطط اقتصادية وتنموية، فإن نطاق السياسات الأحادية والضيقة صارت تشكل تعقيد أعمق في عدم تجاوز المصالح القديمة، وهذا لن يحدث إلا بظهور رؤية عربية للقيام بخطوات حقيقية لتطوير المنطقة العربية، وتعزيز التكامل العربي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

الأحداث المتسارعة في المنطقة وحرب غزة، وفقدان العرب للوقوف أمام استنزاف قدراتهم، وتأثير الحروب ذات الخلفيات الدينية والمذهبية عليهم، وطبيعة التدخلات العربية في شؤون بعضهم وفق خيارات عدائية ومشاريع استغلال العرب لبعضهم ،ومحاولة تشكيل دول محطمة ومفككة والصراع ذات التدمير التنموي والاقتصادي، الذي يجر المنطقة للانهيار ،حيث أن أي حرب في بلد عربي قد يقود لتوسيع الصراع والانتقام في الدول العربية الأخرى، كل هذا يمثل خريطة لمنطقة في طريقها للزوال والفوضى.

العرب صارت أوضاعهم الحالية مهددة بظروف انهيار شامل ،وهذا يتحدد بناء على مدى شعورهم بالمخاطر والتحديات ،فمع غياب تحركهم للمحافظة على وجودهم ودولهم، وبناء خطوات أساسية للحل واحداث تغيرات جوهرية، لتجاوز العقد المسيطرة على القرارات السياسية القائمة حاليا والتي تطبق في الكثير من الدول، فإن انهيار دول عربية محتمل مع استمرار التدخلات الإقليمية العربية بشكل سلبي ضد بعضها، وكذلك تأثير وخطورة المشروع الايراني ،وغياب المشاريع الاقتصادية والتنموية لانقاذ العديد من الدول العربية من أزماتها المتراكمة، وهذا يشكل قنبلة مؤقتة ستنفجر في أي وقت.
 
 
 *رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
 8 فبراير  2024.