العزف على أوتار صماء !!

06:01 2023/08/17

لسنا في حديقة أبوهم و لا أرض أجدادهم

إما أن نحيا جميعًا أو نموت جميعًا، لكن أن يعيش المتطفلون، المتنفذون حياة البذخ و حياة الأباطرة و الأكاسرة، و يتنعمون بأفضل المأكولات و المشروبات، و ينفقون على أنفسهم و أهليهم و عشيرتهم و مطبليهم بالملايين و المليارات، و يبخلون على باقي الشعب بحقوقهم و مستحقاتهم ومرتباتهم..لا يجوز ذلك، و لا ينفع; فلسنا في حديقة أبوهم و لا أرض أجدادهم .

العالم يعرف و يتعامل مع الرؤساء و الوزراء والمسؤولين على أنهم خدم لدى الشعب، لكن عندنا في اليمن ، يعتبر الرئيس أو القائد أو المسؤول أو المدير هو الملك أو الأمير، بينما الشعب مجرد خدم و تابعين ، و هذا لا يجوز.

الناس تبحث عن لقمة عيش حلال، و جبابرة المليشيا تأكل ما لذ وطاب، و أيضًا، رؤوساء الشرعية و وزرائها و قادتها، يعيشون حال البذخ و الترف.

الذين طغوا في البلاد و قسموا مناطقها و حدودها، يأكلون إيراداتها بالمليارات و الملايين من الدولارات، بينما الموظف المسكين و المعلم المحترم، طفح به الكيل و هو يتابع شهريًا مرتبه، الذي لم يعد يساوي قيمة (جونيه) دقيق ، و البعض لا يستطيع أن يوزع مرتبه على خمسة أيام من الشهر.

كلاب المليشيا يشترون الأراضي و يبنون الفلل و العمارات، بينما المواطن العادي يبيع ممتلكاته، و يستدين فوق ظهره ما أثقل كاهله، وجعله ملازمًا لمسكنه بالإيجار; خوفًا من أن يشاهده الدائنون و يطلبون حقوقهم ، بالوقت نفسه، يستلم الرؤوساء و الوزراء و كبار المدراء مرتباتهم بالدولار و يحصلون على بدلات فوق العادة.

الرئيس أصدر قرارًا بعودة جميع  الوزراء و المحافظين و المدراء، أصحاب الكراسي الرفيعة في موعد اقصاه، الثامن من اغسطس، و هدد و توعد بإتخاذ الاجراءات الحازمة ضد من يتخلف، حضر القلة و غاب الكثير منهم، و لم نسمع عن قرار واحد يستبعد العصاة والمتمردين من كبار المسؤولين، بينما وزير المالية كل شهر يصدر قرارًا جديدًا بحق النازحين، الذين يستلمون الفتات و حرم موظفين نازحين, عجزوا عن توفير قيمة باص ينقلهم من مناطقهم الى عدن; للتوقيع على حوافظ الدوام.

أمام كل هذه الجرائم الإنسانية والمفارقات بين الناس في هذا البلد، نستعجب، لماذا حالنا من سيء إلى أسوأ، و من ظروف قاسية و حياة عذاب متواصلة؟

لا داعٍ للعجب; طالما لدينا مليشيات تعتقد أنها الطاهرة، و الشعب غير ذلك، و طالما لدينا قيادات إنتفخت بطونهم و بطون أبنائهم، فيما  معظم الشعب أصبحوا هياكل عظمية، و الحزن قد غطى وجوههم.

أيها المليشيات، أيها الرؤوساء و الوزراء و كبار المدراء واللصوص، عليكم من الله ما تستحقون.