لست بخير .. ! ؟

07:35 2023/02/01

كل يمني، بل أغلب اليمنيين ما إن تسأله كيف حالك، حتى يرد عليك: الحمدلله بخير دامك بخير؛ وهو يكاد يكون في رمقه الأخير، بدون ماء أو غذاء، أو ظروفه الصحية متعبة، ويعاني من ويلات الحرب، وأنهكته جبايات عصابة الحوثي الإرهابية، ويكون مثقلا بالديون وفي حالة فزع من الوضع الأمني المنفلت في كل اليمن، ويقول "الحمدلله بخير دامك بخير".
 
لن تجد يمنيا يقول لست بخير؛ رغم أن خناجر الإخوان تحز خاصرته، وألغام الحوثي تحيط به وفوهات بنادق المليشيات المنفلتة مصوبة نحوه، وفساد الجماعات المتأسلمة بمختلف التيارات أزكمت الأنوف، ولن يقول مع ذلك لست بخير؛ مع أن الإخوان نقلوا الأموال إلى تركيا والحوثيين أفرغوا الخزائن والجيوب لإيران. 
 
ومع أن البلاد نهبت من شركاء 11 فبراير 2011 وخربوها وتاجروا بها، تجد اليمني يبحث عن سعادة في أي شيء جميل ويرفض أن يقول لست بخير.
 
وأنا كيمني أرفض أن أقول لست بخير، كحال كل يمني كادح؛ رغم فاجعة ما نشر عن أن حكومتي الأسوأ فسادا في العالم، ووصل بنا الحال أن نطالبهم بالفساد شريطة تحقيق شيء من وهم الإنجاز يتحسس به المواطن تسيير جزء من احتياجاته.
 
لست بخير، نرفض قولها؛ رغم أننا في أسوأ حال سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فلا مجلس القيادة الرئاسي لبى تطلعات شعبنا، بل زاد من الانقسام والفساد والضياع، والحكومة اكتفت بما نهبت، بل وصلت إلى مرتبات النازحين من الموظفين وأكثر.
 
لست بخير، أرفضها ويمقتها كل يمني، وتجد بعضهم وصل الأمر به إلى التسول وطلب العوز، ولكنه يرفضها، لأنه لا يرى خيرا إلا أن يظل يحمد الله رغم شدة الابتلاء بسرطان الحوثيين المستفحل في كل شيء وأصبح لا حل بغير البتر.
 
ما أعظم الشعب اليمني؛ رغم الابتلاء بالحوثيين والإخوان وفقدان الأمل في المكونات الموجودة محليا، وخذلانه إقليميا. يظل أمله في خالقه، في أن يخلصه منهم، ويرى أن غدا الكل سيكون بخير بدون هؤلاء العاهات على اليمن والأمة العربية.
 
أخيرا الحمد لله بخير، دام الوطنيين وشرفاء اليمن بخير، ممن ربطوا على بطونهم غير مفرطين بقيمهم ولا بمبادئهم ورفضوا العمالة والارتزاق ولم يشاركوا في سفك دماء اليمنيين وتحملوا فواجع الأيام والعقوبات بصبر وثبات على البأساء والضراء بشجاعة ولم تطأ طأ رؤوسهم بل ظلت رغم كل كيد المؤامرات وخلق المماحكات تعانق السماء ونبراس لكل يمني وطني شريف وان الليل سوف ينجلي والحرية والتحرر من اذناب فارس وغيرها سوف يأتي لا ريب فيه.