اليمنيون بين مطرقة الحرب وسندان النسيان .. مأساة إنسانية بلا نهاية
الوضع في اليمن مؤلم و موجع و لم يعد مجرد أزمة عابرة أو خبر طارئ على شريط الأخبار، بل واقعًا يعيش فيه ملايين اليمنيين يوميًا يرثي له العالم و تتتألم له كل الشعوب الذي لجئ اليها اليمنيين وكل ذلك بسبب عصابة الحوثي الارهابية.
و اصبح اليمن اكبر كارثة إنسانية نتجت عن عصابة الحوثي الإرهابية، والتي تشهدها العالم بحسب تقرير الأمم المتحدة و المنظمات المعنية.
مأساة اليمنيين لم تعد تحتاج إلى تقارير دولية بقدر ما تحتاج إلى ضمير عالمي يصحو من سباته.. طفولة منهكة، ومآسٍ تتوارثها الأجيال في بلد كان يُعرف بـ"اليمن السعيد"، تحولت فيه الطفولة إلى مرحلة بائسة تفتقد أبسط حقوق الإنسان و ترملت مئات الالف من النساء او مقطعات الاطراف بسبب الغام الحوثي.
أكثر من 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، ويواجهون خطر الموت الصامت، بينما تكتفي المنظمات الدولية بالإحصاءات الدورية والزيارات البروتوكولية، فيما تتجاهل مليشيا الحوثي الإرهابية هذه المأساة، وكأن أطفال اليمن مجرد أرقام هامشية على هوامش الخرائط السياسية ، الخبز حلم، والماء رفاهية.
أصبح توفير رغيف الخبز بالنسبة للمواطن في اليمن إنجازًا يوميًا، والماء النظيف ترفًا لا يناله الجميع، في وقت تتكدس فيه المساعدات الإنسانية في مخازن المليشيا الحوثية.
النازحون.. وطن داخل خيمة
النازح اليمني لم يعد يحمل حقيبة سفر بل يحمل قصة بائسة من النزوح و التهجير، والخوف، والمجهول، أكثر من 4 ملايين نازح يعيشون في ظروف قاسية، بلا مأوى حقيقي، بلا رعاية صحية، ولا تعليم لأطفالهم، في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
الحرب التي قادتها مليشيا الحوثي في العام 2014، دفعت النازحين للوصول إلى شفير الهاوية، وذلك مع نقص حجم التمويل المعلن من قبل المانحين، وتوسع الاحتياج للنازحين مقارنة بأعدادهم المستمرة التي لم تتوقف، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية، وصعوبة حصولهم على الاحتياجات الضرورية للعيش.
وفي ظل تشتت العائلات، أصبح الأطفال والنساء على وجه التحديد يعانون من حالات نفسية، بسبب تشتت الأسر وانقطاع أخبار بعضها، حتى بات هناك ما لا يقل عن 1200 طفل غير مصحوب بذويه ومنفصل عن أسرته، وفقًا لتقارير دولية.
الموت في صمت
دخلت الحرب الدائرة في اليمن عامها الحادي عشر وسط تردي الوضع الصحي الإنساني، حيث انتشرت
الأوبئة، وخاصة الكوليرا والملاريا،و الحصبه وشلل الأطفال الذي عاد من جديد في ظل انهيار شبه تام للقطاع الصحي، وهو ما فاقم من معاناة اليمنيين.
المستشفيات تفتقر إلى المعدات والكوادر، فيما أصبح الدواء حلمًا لا يقدر عليه إلا من يمتلك المال أو "الواسطة"، والموت يتسلل من كل الزوايا دون أن يثير ضجة، والغريب أن المجتمع الدولي، بكل ثقله وثرائه، يكتفي بالبيانات الصحفية والتغريدات المتضامنة، وكأن اليمن بلد افتراضي، لا يموت فيه البشر فعلاً، بل في تقارير إعلامية فقط.
في ظل استمرار هذه الحرب ازداد الأغنياء غِنى، وازداد الفقراء فقراً واختفت فيما بينهما الطبقة الوسطى تماماً.
ويبقى دائماً الخاسر الوحيد من كل هذا الصراع هو المواطن اليمني البسيط، الذي لا ناقة له ولا جمل من كل ما يحدث اليوم.
وفي الأخير تبقى الحالة الإنسانية في اليمن ليست مجرد عنوان مؤلم، يعكس واقعًا مأساويًا، بل هي عار أخلاقي على جبين القوى الجمهورية و الحكومة الشرعية و العالم المتحضر، حالة تتطلب إلى فعل حقيقي، وتضامن صادق، ومسؤولية دولية تتجاوز التصريحات إلى العمل الملموس بتحرير اليمن من اسوأ عصابة طائفية و سلالية في التاريخ.