وطني المُختطف مرتين !

01:52 2022/11/14

منذُ ثمان سنوات مضت وبالتحديد في 21 سبتمبر 2014م اِنقلبت جماعة انقلابية صغيرة أتت من جبال صعدة على الوطن واستحوذت على القرار السياسي في اليمن بعد طردهم الحكومة الشرعية وسيطروا على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات حكومية, وكان الهدف من انقلابها على الشرعية والوطن هو طموحها المتواصل لاستعادة زمن الملكية التي ثار عليها الشعب في الستينيات، معززا بشعور طائفي استغلته إيران من أجل بسط نفوذها عن طريقهم .

اطلوا بوجههم البغيض والقبيح منذ انقلابهم المشئوم على ارض الحكمة والإيمان, مارسوا شتى أنواع الظلم والقهر على الشعب اليمني, السلب والنهب والابتزاز وجمع الجبايات بقوة السلاح عناوينهم البارزة آناء الليل وأطراف النهار, أزهقوا الأرواح وانتهكوا الأعراض, دمروا المساجد والمنازل, واسقطوا النساء في مستنقعاتهم الآسنة, واثأروا الفتن والنعرات والطائفية بين أبناء الوطن الواحد, وهي من أخطر الأمور التي تفكك بناء الأوطان وتجعلها فريسة سهلة لأعدائه إذا ما تفرق أبناءه واتبعوا أهوائهم وطائفيتهم .

ومنذ انقلابها على الشرعية اليمنية ارتكبت ولا تزال تُرتكب حتى يومنا هذا, المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، منها ما قد يصل إلى حد جرائم الحرب، في مختلف أنحاء اليمن .

وفي يوم 10/8/2019م فرضت جماعة انقلابية أخرى شرعيتها الوهمية بقوة السلاح بسبب الهوى والشهوة للسلطة, والذي نتج عنه القتل والترويع، والتفجير والتدمير وإتلاف وإزهاق للأرواح البريئة، وسفك للدماء المعصومة . 

وهنا أستطيع أقول, انه نتيجة للانقلابين ضاع الوطن، وضاع معه الأمن والأمان وأجيال انتبذت الغربة ملاذاً وموطناً، ومن لم يستطع، أحرق أحلامه في وطنه وعانق اليأس ونام بين جنبيه وهذا ما يدفع كل غيور على اليمن أن يحذر من المخاطر التي تحوط بنا من كل صوب، وان ينذر من المؤامرات التي تتكاثر وتتناسل على أرضنا، وعلى غفلة منّا، قبل أن يداهمنا الوقت ويغدر بنا القدر ونصبح بلا وطن ... ! ويصبح الوطن غنيمة تتقاسمها الأطماع والمشاريع والمخططات والمؤامرات التي تطلّ علينا من كل صوب وناحية .

أخيراً أقول ... يشعر الناظر إلى اليمن إن الوطن يعيش فعلاً مرحلة دقيقة وصعبة وحسّاسة، تتطلّب معالجة استثنائية واهتماماً مركّزاً  من قبل الجميع, الذين يشكلون جوهر وجوده، وعلّة حضوره، من حيث هو وطن يجب أن يصان بالتضحيات والتنازلات من قبل الجميع, والله من وراء القصد .