لسعة نووية في الشرق وتشنج سياسي في الغرب.. من يمسك كرة النار في أوكرانيا؟
لم يعد خافياً على أحد أن استفتاء روسيا بضم أربعة أقاليم أوكرانية، قلب المعادلة رأساً على عقب، فقد دخل الغرب في حالة من التشنج السياسي، والارتباك الدبلوماسي، والحذر النووي، فيما انتقلت روسيا إلى موقع المدافع عن الأراضي الجديدة، باعتبارها جزءاً من «وطنها الأم»، حسب تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتفالية أقيمت في الساحة «الحمرا» بعد إعلانه ضمّ مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي.
يبدو أن الوضع في أوكرانيا أشبه بمن يمسك كرة نار في يده، إن أطبق قبضته عليها، اكتوى بلهيبها، وإن رمى بها بعيداً تسبب بأشعال حريق "كوني" قد يلتهم كل فرص السلام في القارة العجوز والعالم أجمع.
من يقرأ «حبكة» الأزمة الأوكرانية، على «مسرح الواقع»، سيلاحظ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخادع عندما حذر الغرب إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا؛ ففي أكبر تصعيد للحرب في أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، زاد الرئيس الروسي بوتين صراحة من احتمالات الصراع النووي، وأقر خطة قد تفضي لضم مساحات أوكرانية شاسعة تصل لما يوازي حجم المجر، واستدعى نحو 300 ألف من جنود الاحتياط.
وأمر بوتين الشهر الماضي بأول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية وأيّد خطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا.
وتمتلك روسيا والولايات المتحدة نحو 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم. ولا تزالان إلى حد بعيد أكبر قوتين نوويتين في العالم.
وأنذر سيد الكرملين الغرب بأنه لم يكن يخادع عندما قال إنه مستعد للجوء لأسلحة نووية للدفاع عن بلاده
بالفعل، على ما يبدو أن الأمر ليس "خدعة"، ففي خط مواز يؤكد موقف بوتين، استبق رئيس روسيا السابق دميتري ميدفيديف نتائج الاستفتاء على ضم المناطق الأربع، بتحذير «نووي» شديد اللهجة للغرب حيث قال: "إن التهديد النووي ليس خدعة في هذا الوقت بالتحديد".
وأرادت موسكو من تحذير ميدفيديف «الإضافي»، أن تهيئ العالم سياسياً وعسكرياً ودبلوماسيا عشية نتاج الاستفتاء لقادمات الأيام إذا تم تجاوز حدودها بعد ضم الأراضي الجديدة.
فقد أثار ميدفيديف، شبح توجيه ضربة نووية في أوكرانيا للدفاع عن الأراضي الجديدة إن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة سيبقى بعيدا عن الصراع خوفا من حدوث كارثة نووية تنهي العالم.
وتعمد ميدفيديف التذكير مرة أخرى، لأولئك أصحاب الآذان الصماء الذين يسمعون أنفسهم فقط، حسب تعبيره، إن روسيا لها الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر"، مضيفا أنها ستفعل ذلك "في حالات محددة سلفا" وفي امتثال صارم لسياسة الدولة.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي حاليا، أن لروسيا الحق في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها وإن هذا "بالتأكيد ليس خدعة".
وبحسب العقيدة النووية الروسية، قد يستخدم الرئيس الأسلحة النووية إذا واجهت الدولة تهديدا وجوديا بما في ذلك من أسلحة تقليدية.