خواطر إيجابية وتمنيات مستقبلية

05:29 2022/09/01

مهما تباعدت القلوب، ومهما استمر الصراع بين فرقاء السياسية من أجل المصالح السياسية والأطماع السلطوية، فلا بد أن يأتي يوم تتقارب فيه القلوب وتتدبر فيه العقول ويصل فيه فرقاء السياسة إلى قناعات وحقائق قد تكون غائبة عن عقولهم اليوم، بأن الوطن للجميع ويتسع للجميع. وفيه من الخيرات والثروات ما يكفي الجميع، ولا يمكن لطرف أن يمحو الطرف الآخر من الخارطة السياسية والاجتماعية.
ومهما وصلت درجة الخلافات بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد، فلا بد أن يأتي يوم يدرك فيه الجميع بأن التعدد والتنوع والاختلاف سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون، لا يمكن تغييرها ولا يمكن تبديلها، وأن عليهم أن يقبلوا ببعض ويتعايشوا مع بعض ويحترموا بعضا تحت سقف الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية، وتحت ظلال النظام والقانون والعدالة.
ومهما علا صوت السلاح وأزيز الرصاص ودوي القذائف وانفجارات الصواريخ، فلا بد أن يأتي يوم تعلو فيه الأصوات المنادية إلى السلام، ليكون الحوار هو سيد الموقف، ويكون القوي هو من يملك الحجة من يملك البرامج السياسية والفكرية الهادفة والنافعة والمثمرة، ويسيطر بها على قلوب وعقول الجماهير، ليكون صندوق الاقتراع هو الفيصل والحكم.
ومهما علا صوت الجهل والتخلف والتقليد والخرافات والأساطير، وتجمدت وتصلبت الأفكار في العقول، لتصبح أسيرة للتعصب والتطرف والتشدد، فلا بد أن يأتي يومٌ يعلو فيه صوت العقل والحكمة اليمانية، وتتحرر العقول من براثن الجهل، وتتحرر الأفكار من قيود العصبية والتطرف، لترفرف عالياً في سماء الكون الفسيح، مفكرة ومتدبرة ومتأملة في سعة الكون اللامتناهي، لتدرك أنه من الظلم والاجحاف في حق نفسها ودينها ووطنها، أن تحصر تفكيرها في مساحات التعصب الضيقة، لتنطلق وبكل قوة نحو العلم والمعرفة والبحث والحضارة والبناء والتقدم.
ومهما علا صوت علماء السلطة وتجار الأديان وهم يسعون الى استغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية ودنيوية، مستغلين الغفلة والركود الذي تعيشه الأمة، فلا بد أن يأتي يوم يعلو فيه صوت علماء الحق الذين سينقذون دين الله تعالى من ذلك الاستغلال السلبي، وليظهروا للناس أن دين الله تعالى لم ينزل من أجل استغلاله وتسخيره لتحقيق مصالح دنيوية وسلطوية. ولكنه نزل من أجل تحقيق السعادة والخير لهم، من أجل تحقيق المساواة فيما بينهم، ليعيشوا في هذه الحياة أعزاء كرماء أحرارا.