دائماً كلمة الحق تعلو وتنتصر

01:28 2022/08/09

منذ بدء الخليقة والصراع بين أهل الخير و الشر محتدم، فأهل الخير قد عاهدوا الله أن يكونوا له خير عباد يعملون بما أمر وينتهون عما نهى لينالوا مرضاته ويدخلوا في جنانه. أما أهل الشر وما أدراك ما أهل الشر وما أكثرهم هذه الأيام، فقد سولت لهم أنفسهم بدناءة النفس وحب الدنيا واتباع مصالحهم ولو على حساب غيرهم وكل من يحيط بهم ، سواء كانوا أصدقاء أو زملاء وحتى أقرب الأقربين فلا هم لهم سوى ما سوف تجنيه خسة طبائعهم من المكاسب والأرباح.
لقد تعلمت من الحياة التي خبرتها وعرفتها أن الحق يعلو وينتصر مهما حاول صوت الباطل أن يكون أعلى وأقوي، لذا فصاحب الحق يكون قوياً دائماً هادئاً ثابتاً راسخاً رسوخ الجبال فلا يتشنج أو يتعصب لكي يدافع عن حق جلي أو رأي وحتى فكرة.
سنوات من العمل والتعامل مع أنواع مختلفة من البشر علمتني كيف أقرأهم وأتعامل معهم ولا أتأثر بالمرجفين أو الصارخين وحتى المحاولين استغلال المواقف والظروف من أجل مكاسب دنيوية فانية، وسفح ماء الوجه بغية الوصول لهدف زائل ومكسب تافه حقير. فقديماً قالوا الأعلى صوتاً الأقل حجة.
مواقف كثيرة ومتشابهة تعلمتها ضمن رحلة حياتي المليئة بالوقفات فرضت عليَّ في أوقات عديدة حسن الظن وعمق المعرفة وعدم التأثر بهذه الوقفات، حتى أكون قادراً على اتخاذ الحكم الصحيح والخالي من ردة الفعل العنيفة أو حتى العاطفية تجاه الآخرين. 
خلال رحلة عمري وحتى الآن، عاصرت وشهدت بأم عيني مراحل ومنعطفات عديدة مر بها هذا الوطن جعلتني أقارن بين الماضي والحاضر، فلم أجد أوجه شبه أو اختلاف فيما بينهم سوى كثرة المرجفين والصارخين المتلونين والمتسلقين والمتباكين على جنتهم المفقودة في وقتنا الحاضر، مرتزقة المشاعر والمواقف، بائعي الوطن ومستقبله في لفائف الكلمات والتعابير والدجل الأخلاقي. بشر في أفعال الحيات السامة ومكر الحرباء في اقتناص فريستها.
إن صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه مهما كانت أساليب وأدوات ووسائل صوت الباطل التي تمارس مع من نختلف معهم، ولكن سيظل صوت الحق الأقوى والأعلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. 
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت 
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا  وصدق المصطفى ـعليه الصلاة والسلام بقوله "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" والله من وراء القصد.