يوميات يمني ضابح .......؟

04:17 2022/07/09

(العيد بين الماضي والحاضر)
 
في البداية، أهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم ونحن في أتم صحة وعافية ووطننا الغالي في أمن واستقرار.
أعزائي وأحبابي القراء الضابحين أمثالي هل تتذكرون كيف كانت طقوس ما قبل العيد قبل أحد عشر عاما وعادات وتقاليد العيد؟
كانت فرحة ما قبل العيد تحتل قلوب الكبار والصغار، وكانت التهاني نابعة من القلب والتحضيرات قائمة على قدم وساق من شراء كسوة الأطفال والكبار والبحث عن الأضحية بكل سرور، والابتسامات تعلو وجوهنا وتغزو تجاعيد الشيبان والشيوخ، وضحكات الأطفال تملأ حواري اليمن وأزقتها ومنازلها والطماش والقريح الذي يزعجوننا به. ولكن كان على قلبنا مثل العسل.
هل تتذكرون كل هذا؟ من منكم اليوم يعيش هذه الأجواء؟ حتى ميسورو الحال ترى وجوههم عابسة والهم يعتليها من قبل وصول العيد. منذ 2011 أصبحنا مع كل اقتراب لموعد عيد الفطر أو الأضحى نرى الوجوه شاحبة والملامح يكسوها الوجوم والعقل شارد ما بين مشرد من وطنه لا يشعر بطعم العيد، وما بين من هم داخل سجن الوطن الكبير، من هم في الخارج اشتاقوا للعيد بين الأهل، ومن هم في الداخل يخشون العيد بين الأهل من قلة الحيلة وعدم القيام بالواجب تجاه الأبناء والأرحام، ناهيك عن باقي مصاريف العيد التي لم يعد يتوفر منها لدى الأسرة حتى قيمة وجبة محترمة لأول يوم العيد فقط.
اعذروني إن لم أنسق مقالي اليوم. أكتب مقالي اليوم ويعتصرني ألم ثلاثبن مليون يمني دون باقي الشعوب العربية والإسلامية استثنتهم فرحة العيد وأخرجتهم من حساباتها. 
عن أي عيد سأتحدث واليمني في الداخل مستعبد ومضطهد لا راتب ولا دخل ولا قوت ولا كسوة ولا أمل بغد أفضل؟ أي عيد واليمني في الخارج لا أهل ولا أصدقاء ولا أحباء وأصبح عيده محصورا برسائل واتس أو ماسنجر أو فيس، خالية من أي روح مجرد عادة وتقليد حديث؟
اعذورني، فلا عيد والوطن بعيد ولا عيد والمواطن غير سعيد.
وأخيرا، وكالعادة: عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير وعساكم من عواده.