يوميات يمني ضابح .......؟

04:22 2022/06/13

(معاناة شعب)
تستمر معاناة الشعب اليمني المكافح في ظل الأوضاع الراهنة. حديثنا اليوم عن رحلة البحث عن وطن. لقد أثبتت الأيام بأن الساسة للأسف اختلفوا في كل شيء واتفقوا على شيء واحد فقط؛ وهو ذبح هذا الشعب المكافح من الوريد للوريد. 
 
وعن تجربة شخصية، أنا كمواطن يمني لم ألقَ الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة في وطني، فسعيت كي أبحث عن وطن. وأول ما تبادر لذهني هي المفوضية السامية للأمم المتحدة، والتي تسعى لتسهيل اللجوء والتوطين للشعوب المضطهدين الذين يعانون من ويلات الحروب. وفي حين أن اليمن احتلت المرتبة الأولى في كل ما سبق ذكره، فقد تأملت خيرا وخرجت من وطني مجبرا ومتأملا خيرا بمن يتغنون بالإنسانية ليلا ونهارا.
 
وهنا كانت المفاجأة وعلى لسان موظف المفوضية. وسأحكيها كما قالها لي وبنفس لهجة أهل مصر الكرام وطننا الثاني والوحيد الذي فتح لنا أبوابه وأحضانه: "بص يا فندم احنا هنديك التماس لجوء بس توطين للأسف مافيش". سألته: "ليش طيب؟"، رد علي بأن هذا أمر من شرعية هادي الفاسدة بحجة أن ثمانين في المائة من الأراضي اليمنية محررة ولا يوجد أي مأساة باليمن.
 
فسألته متعجبا: "طيب مادام كذا ليش ما يرجعوا يحكموا هم من عشرة في المائة من الثمانين اللي حرروها؟!". قال لي: "دي حاجة مقدرش افيدك فيها يا فندم. بس ملف اليمنيين الوحيد المعلق لدى المفوضية حتى إشعار آخر". يعني بمختصر العبارة: لو كانوا قادرين أن يحكموا ولا يعطونا حق البحث عن وطن ونأمن أذيتهم "لا يرحموا ولا يخلوا رحمة الله تنزل". فعن أي قادة وساسة نتحدث وقد ضيقوا الخناق على شعب مكلوم ومحاصر بين مطرقتهم وسندان المليشيات؟!
 
والسؤال الأهم: أين دور المنظمات في هذا الأمر؟ وهل فعلا الأمم المتحده لا ترى ما يحدث في اليمن من كوارث إنسانية وإبادة جماعية ومجاعة إلا عبر تقارير شرعية فاسدة تستثمر دماء الشعب لشراء العقارات وبناء المصانع والشركات وتأمين مستقبل خمسة أجيال من أبنائهم على حساب الوطن والمواطن؟! وأين دور الإعلام في ذلك؟! ولماذا لا يتم تسليط الضوء على شيء مهم مثل ذلك؟! 
 
صحيح أننا لسنا أغرابا في وطننا الثاني التي أخذت من اسمها نصيبا (أم الدنيا) وكانت خير مثال للعروبة والقومية، ولكن إسوة بباقي الشعوب التي تعاني ويلات الحروب كسوريا وفلسطين ودول إفريقيا والعراق وليبيا، من حقنا تحديد مصيرنا والبحث عن وطن ثانٍ. لذلك سلام الله على عفاش في الأولين والآخرين.