يوميات يمني ضابح

01:00 2022/07/02

(التقدم والرجعية)
 
الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة كالنعيم والجحيم، فهم صنعوا جنتهم في الدنيا بذكائهم وحسن اختيارهم لقيادتهم ووقوفهم جنبا إلى جنب مع بناء أوطانهم. 
وشعب الحكمة والإيمان صنع جحيمه الخاص بغبائه وعدم دعمه للقيادة الصادقة. 
المواطن عندهم يصحو صباحا متفائلا ويبدأ يومه بدش منعش. واليمني يصحو متشائما خوفا من ألا يجد طشة ماء لوجهه.
عندهم يفطر مع أبنائه مبتسما ممازحا لهم قبل ذهابه لعمله وذهاب أبنائه لمدارسهم. وعندنا يفطر كسرة الخبز وحده بعيدا عن أبنائه خوفا من أن يسألوه مصروفهم. هذا بالطبع إن وجدت كسرة الخبز.
عندهم يذهب الأب لعمله بكل نشاط وحيوية وتفاؤل بيوم جديد يحمل في طياته الكثير. وعندنا يخرج للبحث عن عمل بكل خيبة أمل وندم لأنه صرخ يوما ما بالصرخة المشؤومة (ارحل).
عندهم يذهب أبناؤهم للمدارس لتعلم كل ما هو جديد ومفيد بالحياة وتغذية عقولهم بالمعلومات القيمة لينشأ جيل متعلم مثقف مبتكر. وعندنا يذهب الأطفال للمراكز الصيفية ليتعلم الواحد منهم كيف يحمل السلاح ويقتل أخيه اليمني ويغذون عقولهم بالحقد والكراهية.
عندهم يكبر الأبناء ليصبحوا مهندسين وأطباء وطيارين وعلماء. وعندنا يكبر الطفل ليصبح قاتلا متطرفا بلطجيا وعالما بإصدار فتاوى القتل والتكفير.
بذكائهم نهضت أوطانهم. وبغباء الفئة الضالة والمرتهنة هُدم وطننا ودمُرت أحلامنا وسُحِق مستقبلنا تحت أقدام تجار الحروب.
فهل مازالت عقولكم لم تستوعب ما الذي أوصلنا لهذا الحال؟! هل مازلتم يا شعب اليمن تنتظرون الحلول من شوية باحثين عن مناصب وكراسي ضاربين بكم وبالوطن عرض الحائط؟! هل مازالت فكرة ثورة شعبية عارمة بعيدة عن عقولكم لهذه الدرجة؟!
جفت أقلامنا ونحن نكتب عن معاناتكم، وأنتم راضون بها ومستسلمون لمصيركم المظلم المجهول. لن تتحرروا من قيود العبودية وتنالو الحرية والمستقبل المشرق لأبنائكم إلا بثورة شعبية صادقة وخالصة لله والوطن. هذا إن كنتم مازلتم تحلمون بالحرية.