يوميات يمني ضابح

03:54 2022/06/17

 (قمع الحريات)
 
مازال مسلسل القمع والتصفيات للأقلام الحرة مستمرا في وطني الذي كان في عهد النظام السابق سقف حرية التعبير فيه السماء.
 
ما يحدث في الآونة الأخيرة من اعتقالات تعسفية وأحكام بالإعدام وتصفيات بعبوات ناسفة للصحفيين والإعلاميين مؤشر خطر جدا. فقد أصبحت يمن الحكمة والإيمان والتعددية نسخة طبق الأصل من كابول وقندهار، في ظل حكم الجماعات الدينية والعقائدية التي لا تقبل الشراكة ولا تسمح بالتعبير ولا تؤمن بالحرية الفكرية مطلقا.
 
ومن هذا المنطلق، نؤكد استمرارنا بمقارعة المتخذين من الدين وسيلة للوصول للسلطة بحد السيف، ومتخذين من الدين ستارا لأفعالهم التي لا ترضي الله ولا رسوله.
ففي عهد هذه الجماعات الإرهابية، تم تهميش مقومات بناء الدولة المدنية المتحضرة والسلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية لتحل محلها سلطة السيد والمرشد المطلقة، ولا صوت يعلو على صوت الجماعة. فعن أي مستقبل نتحدث؟! مستقبل مظلم كظلمات يوم القيامة، مستقبل يتغنى بماض مزيف، وجل همه إعادة ثأرات ولى عليها الزمن وإيقاظ فتن ستؤدي بنا للتهلكة. فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
 
لذا واجب كل مواطن يمني حر وشريف أن يكون إعلاميا ينقل كل ما يحدث من انتهاكات، وصحفيا يسرد وقائع جرائمهم؛ مع الأخذ بعين الاعتبار كل الاحتياطات والحذر من مكرهم.
 
فما حدث لصديقي محمد العليي من اعتقال وتصفية وما حدث لصديقي مطارد أبو سالم (محمد صميع) من اعتقال وتصفية، وما حدث لأربعة زملاء من الصحفيين من أحكام الإعدام الجائرة، وما حدث للزميلة رشا وجنينها وزوجها الزميل محمود من حادث إرهابي بشع كان ثمنه حياتها وجنينها، وآخرا وليس أخيرا، ما حدث بالأمس للزميل الحيدري من استهداف بعبوة ناسفة أودت بحياته، تقبلهم الله شهداء في جنان الخلد، ما هو سوى بداية لما تنوي هذه الجماعات الدينية والعقائدية التكفيرية عمله بالشعب والمواطن اليمني.