صقر التحديات والمتغيرات

05:45 2022/04/16

الصورة لا تعبر عن مجرد إعادة بناء ملعب، وإنما تعكس حقيقة أن تعز، التي دفعت خلال سبعة أعوام فاتورة حرب ضروس، قادرة على أن تردم حفر البؤس بكثير من الحكمة. 
نادي الصقر الذي سيطر عليه فصيل أمني ورفض مغادرته بحجج واهية، علامة بارزة من علامات القفز على الوجع. الإدارة الصقراوية لم تنتظر خروج شرطة السير من النادي لتعيده كما كان، وإنما استعادت جزءا منه، ومن ثم بدات العمل على بناء ملعب -الفئات العمرية- تمهيدا لاستعادة المنشأة كاملة. الحدث يبدو في ظاهره استعادة مساحة من النادي وبناء ملعب، لكن الأصل في باطنه مشروع حياة. لقد قفز الصقراوية -ببناء ملعب انيق- خطوات في طريق إعادة بناء الصقر الكبير. الصقر الذي حوّل تعز الى حكاية مثيرة وممتعة، صقر التحديات والمتغيرات ، صقر تعز، عنوان المدينة التي ساندته يوم كان يرسم لليمن - بفرشاة الانجازات - بريق حاضر مشرق ويؤسس لتاريخ لا يمكن حذفه من اذهان العرب والعجم. 
الأستاذ شوقي احمد هائل سعيد رئيس مجلس إدارة النادي، ومعه نائبه الاستاذ رياض عبدالجبار الحروي، ونخبة من المخالب الصفراء فرضوا قبل اندلاع الحرب واقعا مختلفا على مستوى الخارطة الرياضية محليا وعربيا ودوليا، فكانت تعز حديث المعجزات وقبلة الفرح. وها هم الان يحفرون ثقبا للضوء في الجدار الصلب ليصنعوا سجادة الحرير بطموح متجدد، وفي الضفة الاخرى يزرع نادي أهلي تعز وردة حمراء بحجم المدينة ليروي عطش محبيه، أكاديمية الأهلي صناعة محلية فاخرة وخطوة جريئة لاستعادة الحديقة بألوانها وأنوارها. 
إن رصاصة الحرب التي ضلت طريقها في مدينة لا تموت لم تؤثر في الأهلي؛ وإنما دفعته لأن يحافظ على مكانته كناد من فولاذ. هذه هي تعز، ربيع الحياة وتاج المحبة.
لم تتعثر تعز مطلقا، وإذا كان الصقر والأهلي حققا الحضور المشرف في عديد مشاركات، فالطليعة والصحة والرشيد وكل الرياضيين في تعز زحزحوا الصخور وتجاوزوا المسافات البعيدة ليصبحوا حديث الضوء، الكابتن نوفل أمين ونخبة من الكبار المعلم عبد العزيز مجذر والقادري وزكريا الجرادي وعبدالعزيز طه وحمدي وإيهاب النهاري، والجهات ذات العلاقة، العزيز أيمن المخلافي مدير مكتب الشباب والرياضة ونائبه نبيل مكرم، والصديق الكابتن محمد علي القدسي رئيس اتحاد الكرة ، هؤلاء جميعا لم يديروا ظهورهم للتفاصيل الصغيرة، وإنما خاضوا في التفاصيل الكبيرة فعملوا على تنظيم بطولات على مستوى الحارات والأندية، وجمعوا الشباب إلى حلبة واحدة ثم اطلقوا صافرة البدايات لتصبح تعز حالة خاصة من الكبرياء.
شكرا لكل قطرة عرق بذلت من أجل مدينة ما كان لها أن تتجاوز عثراتها ما لم يكن في رصيدها أبطال بحجم شوقي هائل ورياض الحروي وآخرين يقتدون بهم ويسيرون على دربهم، الأعزاء عمار مهيوب العديني وطارق الحالمي وأنور الشميري، ومن خلفهم شباب يبذلون الغالي والرخيص لتبقى تعز رغم البارود خارج العناية المركزة تتنفس هواء البهجة وتسبح في فضاءات السعادة.