رسالة عرفان للعالم المتميز الدكتور حسن الظاهر

06:50 2022/03/31

الأستاذ الفاضل الدكتور حسن الظاهر أطال الله عمره، هو أحد علماء مصر الكبار  في العلوم السياسية. أكاديمي لا يشق له غبار، وباحث قدير يدرّس  العلوم السياسية في عدد من الجامعات المصرية، منها جامعة الإسكندرية وجامعات ومعاهد أخرى. 
كان أستاذنا الكبير أحد مؤسسي قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء، وقد تشرفت بأني تتلمذت على يديه    في مرحلة البكالوريوس ودبلوم السياسة الدولية. كما كان عضوا في  لجنة المناقشة كممتحن خارجي خلال مناقشتي لرسالة الماجستير، وتابعني بدقة مشكورا حينما كنت أعد أطروحة الدكتوراه منذ وضعت (مخططها) وحتى يوم مناقشتها في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة المنار التونسية. 
أعترف بأنه لم يبخل علي يوما بالنصح والإرشاد والتصويب بما حباه الله من علم غزير، وكان من أوائل من هنأني. استمر في متابعته لمشواري العملي والعلمي، فلم ينقطع التواصل معه لعقود، سواء خلال وجودي في اليمن أو عندما انتقلت للإقامة في جمهورية مصر العربية، الغالية على قلوب العرب والتي نعتبرها بلدنا الثاني ويشعر بها كل أبناء اليمن وكل عربي أنها بلاده، ولا يشعر فيها بغربة أو قلق؛ بل إن فيها مساحة من الدفء والحفاوة والمحبة تجعله وكأنه انتقل من بيت إلى آخر داخل الوطن. 
فالدكتور  الظاهر أستاذ جيل كبير من دارسي العلوم السياسية لسنوات طويلة في اليمن. كما تتلمذ على يديه آلاف الطلاب الدارسين في جمهورية مصر العربية، وأشرف على المئات من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه،  من ضمنهم عشرات من شباب اليمن. 
رجل عروبي وقومي وعاشق لليمن ومحب لليمنيين ومتابع باستمرار للأوضاع في اليمن والتطورات التي تجري هناك. 
في كل لقاء يجمعني به، أستمتع بحديثه وأستفيد من آرائه وتحليلاته. فهو عالم سياسة جهبذ ومحلل بعمق للسياسات والمواقف، ودائما ما كان يردد -رعاه الله- بأن هناك فرقا بين أستاذ السياسة والسياسيين المنخرطين في العمل السياسي أو الحزبي، مثلما هو الفرق بين دراسة السياسة كعلم وبين ممارستها كسلوك. 
يسألني بشغف وشوق عن أحوال اليمن واوضاعها، ويتمنى انتهاء الحرب وحلول الأمن والاستقرار على أرضها الطيبة وتعود اليمن السعيدة والطيبة كما كانت وأفضل مما كانت. 
وعلى عادته، دائم السؤال عن كل من عرف في اليمن من أساتذة ومسؤولين وطلاب وطالبات أصبحوا في مواقع مختلفة. فقد درّس وحاضر في جامعة صنعاء وعدد من المعاهد والكليات المدنية والعسكرية اليمنية  لأكثر من عشر سنوات في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، وظل على ارتباط بالجامعة كأستاذ زائر أو مناقش لرسائل الماجستير، أو مشاركا  في المؤتمرات والفعاليات بحكم خبرته في الشأن اليمني والإقليمي والدولي. 
عُرف الدكتور حسن بصرامته وحزمه خلال فترة تواجده في اليمن، فهو عالم متميز  وقدوة حسنة ومثال للأساتذة الأجلاء من جمهورية مصر العربية، الذين كان لهم الفضل الكبير في بلورة وعي الطلاب ليس في اليمن وحسب، بل في عموم الوطن العربي تجاه القضايا السياسية والفكرية. 
كما كان أستاذاً في عدد من الأكاديميات والمعاهد العسكرية التي تخرج منها كثير من القيادات العسكرية البارزة، وعدد كبير منهم تقلد مناصب عسكرية كبيرة في اليمن. 
نحن هنا نقف أمام قامة علمية رفيعة وهامة أخلاقية فريدة؛ رجل يتدفق علما مثل نهر أو بحر زاخر بالدرر ، خبرة وتجربة كبيرة، ووصل إلى أعلى الدرجات العلمية، متواضع ودمث الخلق، ولم يبخل يوماً بوقته وعلمه لكل من عرفه أو طلب منه، فدائما ما يكون الناصح الأمين والموجه القدير  والأب الحنون لكل طلابه. 
تمنياتي لأستاذي الجليل والفاضل وأسرته الكريمة بدوام الصحة والعافية، واستمرار عطائه العلمي. ولا أملك إلا أن أدعو الله أن يطيل في عمره، ويجزيه عنا جميعا كل الخير لما قدمه من أجل العلم وأبنائه الطلاب من مختلف الدول  العربية والطلاب اليمنيين على وجه الخصوص.