تسلط الحوثي والإصلاح على الوطن والمواطن.. النتائج والحل

08:07 2020/12/16

ألوان اللوحة السياسية الراهنة في البلاد تبدو قاتمة جداً، والسماء تبدو مكفهرة لا تسمح للشمس بإيصال أشعتها ودفئها للناس أبناء وبنات الوطن المستباح، كما وكأن ليس هناك من ضوء في نهاية النفق الطويل الذي أدُخل اليمن فيه من قبل جماعتي الإسلام السياسي (الحوثي، الإصلاح) بالتحالف مع المتنفعين من الشخصيات القبلية والاجتماعية والسياسية من مختلف القوى السياسية التي لديها قدرة عجيبة في تبديل المواقف والاتجاهات حسب الجهة التي تدفع. 
 
من يتأمل مجريات الأحداث والحوارات واللقاءات التي تنعقد مع بقايا الشرعية ومليشيا الحوثي والإصلاح وتحركات غريفيث ومساعي الأمم المتحدة سيجد بأن الصراع على السلطة يتخذ أبعاداً جديدة وتنشأ عنه تحالفات جديدة خصوصاً بين الانتهازيين، ومشكلات أكثر تعقيداً وإيذاء للشعب واستقلال الوطن وسيادته. 
 
ومع ذلك كان وما يزال هناك أمل يتجدد في نفوس المناضلين العسكريين والمدنيين والديمقراطيين البواسل الذين رفعوا راية النضال ضد جماعتي الحوثي والإخوان في اليمن بصيغ مختلفة حتى الآن. وهو لا يقتصر على الأمل، بل هناك جهود كبيرة تبذلها القوى السياسية والعسكرية الوطنية في المخا وعدن لمواجهة التكالب الشرس من جانب النخب السياسية المشاركة في الحكم الكهنوتي في صنعاء أو المسيطرة على حكومة الفندق في الرياض للإبقاء على الوضع القائم بفساده وعجزه وفشله، فالمليشيا الحوثية والإخوانية وعبر قياداتها وأذرعها وبأمر الدول الممولة لها لا يهمها سوى استمرار صراعاتها المخططة للحصول على أقصى ما يمكن لكل طرف منها من الكعكة اليمنية، من السلطة والمال والنفوذ! 
إن جشعهم للمال وفسادهم المستشري ينتشر كالنار في الهشيم، وجراء استمرارهم في التحكم بمصير الشعب والوطن تبرز الكوارث المحدقة باليمن بمختلف اتجاهاته الفكرية والسياسية، وحتماً سيقضي استمرارهم وطول أمدهم على كل أمل متبق في نفوس الناس للخلاص. 
ولذلك على قوى الشعب اليمني الحرة والمؤمنة بضرورة خلاص الوطن العمل على دعم كل ما من شأنه التعجيل بزوال سيطرة الجماعتين ( الحوثين والإصلاح) على المشهد السياسي اليمني، وأن تدرك بأن عملها مع جماعتي الإسلام السياسي الحاكمة لن يمنحها القوة والمنعة، فهذه الجماعات تتحكم بقوت الشعب اليمني كله، وتجعل من القوت اليومي والتجويع الإرهابي مساومة مذلة لصالح استمرار هيمنتها على السلطة والمال والنفوذ في البلاد.
 
إن الوقوف بجانب القوى السياسية المناهضة لتلك القوى التقليدية والجماعات المتطرفة هو الطريق الوحيد القادر على مواجهة الحوثي والإخوان وفسادهم وما يرسمونه من مستقبل مخيف للوطن المستباح حالياً بما يرتكبونه بحقه من جرائم وفساد، سواء أكان بالاختطاف كما جرى للعميد قائد الورد في تعز، أم بالقتل أو التعذيب في السجون والمعتقلات كما في صنعاء ومارب، أم عبر التجويع المستمر بعدم دفع الرواتب والمعاشات، أم بالنهب المستمر لموارد البلاد المالية والنفطية.