10:14 2022/07/29
07:55 2020/09/27
11:56 2020/02/06
ازدواجية وانتهازية "الإخوان"
03:35 2020/10/14
يواصل نشطاء حزب الإصلاح، ومليشيا الحوثي، تنفيذ حملاتهم المنظمة والمدفوعة الأجر على التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن؛ في انسجام وتوافق واضحين يظهَران في استخدامهم المتطابق لعناوين ومفردات الحملات التي ينفذونها، وهو الأمر الذي يؤكد عمق التنسيق الإخواني- الحوثي، وتكامل دورهما في كثير من القضايا، برعاية وتمويل قطري طبعاً.
اعتاد ناشطو الإخوان والحوثي تركيز حملاتهم ضد الإمارات؛ محاولين التحريض عليها، وإلحاق أكبر قدر من الإساءة لها. ومنذ نحو عام، بدأوا استهداف السعودية، فوجهوا لها جانباً من سهام الأذى.
وبين وقت وآخر، يغرقونا بحملات الإساءة المنسقة والمنظمة تلك، وهي حملات مكررة ومعروفة؛ يُعِيدون تكرارها بذات العناوين والعبارات والألفاظ.
مؤخراً، زادت حِدَّة هذه الحملات المدعومة والممولة من قطر.
وفي هذه الحملات المسعورة والمكثَّفة يجري اتهام التحالف العربي باحتلال اليمن، رغم أنه تدخل فيها تلبية لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي، لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وقطر وسلطنة عُمان، وإنهاء انقلاب المليشيا على ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري، وعلى اليمن واليمنيين بشكل عام.
تزداد حدة حملات الهجوم الإخواني- الحوثي الإعلامي المتواصل على التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، في ظل استمرار الانقلاب الحوثي، وتصاعد الصلف وجبروت الهيمنة الحوثية على كثير من اليمنيين، وهذا أمر يكشف، يوماً بعد آخر، الازدواجية الانتهازية لحزب الإصلاح (وجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام)، والتناقض الحاد الحاصل بين ما تدعيه قيادته الرسمية، وما يفعله أتباعه وناشطوه، وكثير من قادته.
فـ "الإصلاح" مع السعودية، ومع قطر وتركيا في نفس الوقت! مع عروبة اليمن، ومع قيادة تركيا للعرب والمسلمين! ضد التدخل الإيراني، ومع التدخل التركي! ضد إيران، ومع قطر التي تخدم المشروع الإيراني!
مع "الشرعية"، لكن أتباعه وصحفييه وناشطيه، وعدد غير قليل من قادته، يعملون لصالح مليشيا الحوثي!
الازدواجية الانتهازية لـ "الإخوان" بلا قاع، وبغير حد.
"الإصلاح" مع السعودية في الظاهر، لكنه مع قطر وتركيا في حقيقة الأمر! يَدَّعي أنه مع عروبة اليمن، بيد أنه يعمل لصالح وهم "الخلافة الإسلامية"!
يأكل من مائدة الملك سلمان، ويُبَشِّر بأردوغان كـ "خليفة للمسلمين"! والحقيقة أن قادة وأتباع حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام، ليسوا مع أحد سوى مصالحهم، ويضبطون وقع أدائهم برغبات ومصالح من يدفع أكثر، وبمن سيستغلونه بشكل كامل وأسرع.
ينطبق هذا على علاقتهم الحالية بقطر والسعودية، أما القيادة التركية الحالية فعلاقتهم بها مدعومة بالانتماء الإيديولوجي المشترك لفكر جماعة الإخوان.
يعيش قادة حزب الإصلاح في الرياض، لكن هواءهم في أنقرة.
يسيطرون على قرار الحكومة الشرعية، ويستأثر بجزء كبير من مواردها، وأغلب الوظائف الحكومية، فيما يعمل أتباعه في خدمة المشروع القطري، ويكرِّسون أنفسهم لتنفيذ أجندة قطر في اليمن، وهي أجندة تدعم وتخدم، بشكل واضح لا لبس فيه، مليشيا الحوثي، والمشروع الإيراني بشكل عام، وتعادي اليمن والتحالف العربي المساند لها!
يقولون إنهم مع الحكومة الشرعية، والتحالف العربي الداعم لها، لكنهم يعملون، في الخفاء والعلن، كأدوات لتنفيذ السياسيات والمصالح القطرية والتركية، وضد مصالح اليمن والتحالف العربي!
كل ذلك يُمَثِّل ازدواجية واضحة وفاضحة في سياسية وخطاب حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان، في اليمن. ويجب عدم السكوت على ذلك، أو تجاهله.
هناك أمر آخر يكشف هذه الانتهازية. حزب الإصلاح تبرأ من جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن مواقفه متطابقة معها، وقادته المنتمين لها يتحكمون بقراره ويرسمون توجهاته. نفى، بشكل مُعلن، وجود أي علاقة تربطه بجماعة الإخوان، رغم أنه يعتنق أيديولوجيتها الدينية، وعلاقته بها وثيقة ومعروفة للجميع! فعل ذلك ببساطة، ودون أدنى شعور بالخجل من إنكار ذاته، واقتراف فضيحة الكذب العلني!
تبرأ من ذاته، ومن هويته الدينية والفكرية والسياسية، لإرضاء السعودية، وبشكل أدق لتجنب الدخول في عداء مباشر معها.
إلا أنه أوكل لناشطيه وأتباعه مهمة النيل منها؛ عبر مشاغبات متهافتة ونزق طفولي مثير للاشمئزاز والقرف.
إن هذا النوع من الجُبن والمكر يُجَرِّد الناس من الحياء، ومن كل فضيلة.
لنورد شيئاً آخر؛ عندما كانت السعودية مع المشروع الإسلامي، كان "الإصلاح"/ "الإخوان" معها، ودفع/ دفعوا بالناس للذهاب إلى القتال في أفغانستان.
وعندما صارت الرياض مع المشروع العروبي، بقى "الإصلاح" متمسكاً بهويته الدينية الحقيقية: المشروع الإسلامي الإخواني.
بيد أنه يفتقد للشجاعة اللازمة لإعلان ذلك، والمجاهرة به؛ خوفاً وجُبناً من تحمل التبعات المترتبة عن ذلك.
وهذه صفة السياسيين ورجال الدين الانتهازيين، أكثر منها أداة للمناورة والتكتيك السياسي.
عندما أدركت الرياض أنه لا يمكنها مواجهة المخاطر الإيرانية، إلا بمشروع عروبي، رفع "الإصلاحيون"/ "الإخوان" راية الدفاع عن "عروبة اليمن"، لكنهم ظلوا يعملون، بشكل حثيث، نحو إبقاء الصراع طائفي إسلامي، ويدفعون نحو نقل زعامة "العالم السُّنِّي" من السعودية إلى تركيا! إن الانتهازية المتجذرة في الهوية الذاتية والجماعية للجماعات والأحزاب الدينية تجد مبررات كثيرة للجمع بين النقائض والمتناقضات، وتُحَوِّل الفضاء العام إلى سيرك مغلق، والساسة ورجال الدين إلى بهلوانات.
ليس المطلوب من قادة "الإصلاح" وجماعة الإخوان أن يُصارحوا الشعب اليمني، ودول التحالف العربي، بحقيقة موقفهم، فموقفهم واضح، ولا يطلب توضيح الواضح إلا الأغبياء والمغفلون.
* * *
منذ أكثر من أسبوع، تركزت حملات نشطاء حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي على مهاجمة السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
يأتي ذلك مع استمرار "الإصلاح"، وحلفائه العسكريين والسياسيين داخل "الشرعية"، في إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة، ومنع تنفيذ اتفاق الرياض. يبدو واضحاً أنهم يحاولون، من خلال رفع وتيرة هذه الحملة، الضغط على السعودية وابتزازها لانتزاع مكاسب في التشكيل المرتقب للحكومة. وتؤكد المعلومات أن هناك ضغوطاً سياسية وسعياً حثيثاً من قبل حزب الإصلاح، وفاسدين في "الشرعية"، يتصدرهم نجلا الرئيس هادي، وأحمد العيسي، وعلي محسن الأحمر، وحميد الأحمر، لتعيين شخصيات موالية لهم في حقائب وزارية هامة وكثيرة؛ لأنه تم إيقاف مشاريعهم في الاتصالات واستيراد المشتقات النفطية، وأعمال الصرافة والتحويلات المالية، وغيرها من منافذ الفساد، والاستحواذ غير المشروع على المال العام والعبث به.
صارت حملات نشطاء "الإخوان" مكشوفة، ومعروفة الدوافع والأسباب.
نعرف جميعاً لماذا كانوا يهاجمون الإمارات، ولماذا تحولوا، بالأمس واليوم، إلى مهاجمة السعودية.
ونعرف أن لا علاقة للأمر بالوطنية، ودعاوى الحفاظ على سيادة اليمن، بل بمصالحهم وانتهازيتهم الذاتية والجماعية، واستعدادهم الدائم للعمل في خدمة المشاريع المعادية لليمن من أجل الحصول على المكاسب والغنائم.
والشاهد ما يقومون به اليوم في خدمة المشروع القطري- الحوثي- الإيراني.
معروف للجميع أن "الإخوان" في اليمن هم أول من أطلقوا شعار "إمارات الخير"، لمدح دولة الإمارات. كان ذلك عندما كانت تدعمهم بالمال والسلاح، باعتبارهم جزءاً من الحكومة الشرعية. وعندما دفعت لهم الدوحة أكثر تحولوا إلى مهاجمة الإمارات، متدثرين بالشعارات الوطنية، وقضايا أخلاقية ومبدئية أخرى لا علاقة لهم بها. منذ متى كان "الإصلاح" حزباً وطنياً، وهو يعمل منذ نشأته في خدمة الخارج وضد اليمن ومصالحها؟!
لفترة طويلة، ظل نشطاء وأتباع "الإصلاح"/ "الإخوان" يركزون حملاتهم ضد دولة الإمارات فقط، ويطالبون بإخراجها من اليمن، ومن التحالف العربي الداعم لـ "الشرعية" فيها.
لقد تجنبوا الهجوم على السعودية، في البداية، كي يظهروا أن المشكلة قائمة فقط في الإمارات، ويتمكنوا من إخراجها من "التحالف"، وبالتالي من اليمن.
ومنذ نحو عام، بدأوا في مهاجمة السعودية، وصاروا يصفونها بـ"المحتل"، ويرفعون شعارات علنية للمطالبة بإخراجها هي من اليمن! ويمكن هنا أن نسأل: خروج السعودية والإمارات من اليمن، في هذا الوقت، سيكون في صالح من؟ بالتأكيد سيكون في صالح مليشيا الحوثي؛ إذ سيبقى اليمن بدون دعم أو سند عربي، فيما الحوثي يحظى بدعم إيران وقطر وسلطنة عُمان.
وهذا يُفَسِّر الانسجام والتوافق الذي يظهر بين ناشطي وأتباع مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح، واشتراكهم المتكامل في تنفيذ تلك الحملات. من هناك تتضح الأهداف الحقيقية لحملات الإساءة والتحريض التي يشنها ناشطو وأتباع "الإصلاح" على الرياض وأبوظبي. على أن الحوثي هو المستفيد الحقيقي والوحيد من تلك الحملات، فتلك الحملات تساعده في التشويش على عدالة الحرب القائمة ضده، وتُطِيل من انقلابه المليشياوي على الدولة، وهيمنته على اليمنيين.
أما "الإصلاح" فتقتصر استفادته على ملء جيوب قادته وناشطيه وأتباعه بالنقود.
هناك الكثير ما يمكن قوله عن التحالف العربي، وعن فشله واخفاقاته، لكن في سياق نقدي الهدف منه إصلاح الأخطاء لتجاوزها، وليس في سياق حملات الإساءة المنظمة المدفوعة الأجر.
من المهم جداً انتقاد "الشرعية" والتحالف العربي، فالأخطاء كثيرة وكارثية.
لكن النقد لا يعكس رأي صاحبه فحسب، بل والمكان الذي يقف فيه.
لا يمكن أن نأخذ النقد بمعزل عن هوية الشخص الذي يصدر عنه، والمكان الذي يقف فيه.
والحال أن هناك من ينتقد بهدف إصلاح الأخطاء حرصاً على المصلحة الوطنية لليمن، وهناك من يَشُنّ حملات قدح وإساءة لتنفيذ أجندة خارجية معادية ومدمرة.
وهناك فرق بين من يريد إصلاح أخطاء "التحالف"، وبين من يريد إخراجه من اليمن.
المطالبة بإصلاح الأخطاء تنطلق، لا شك، من دافع الحرص على تخليص اليمن من هيمنة مليشيا الحوثي الموالية لإيران، أما المطالبة بإخراج التحالف العربي من اليمن، في هذا الظرف التاريخي الحرج والخطير، فالهدف منه إتاحة الفرصة لهذه المليشيا لإكمال سيطرتها على البلاد. وهذا هو المطلب الرئيسي للمليشيا؛ منذ بدء التدخل العسكري لـ "التحالف" وحتى اليوم.
إن الهدف الأساسي من هذا المطلب هو إبقاء الشعب اليمني أعزلاً وضعيفاً في مواجهة الحوثي المدجج بسلاح "الدولة"، والمدعوم من إيران وقطر، وسلطنة عُمان. والمؤكد أن ذلك ليس في مصلحة اليمن واليمنيين، بل في مصلحة مليشيا الحوثي.
بقي شيء آخر؛ جاء السعوديون والإماراتيون لمساعدتنا، ومن غير المنطقي أن نحَوِّلهم إلى أعداء وخصوم لنا. إن تحرير اليمن من المليشيا الحوثية هي مهمة تقع، في الأول والأخير، علينا نحن اليمنيين، وقيادتنا الشرعية تتحمل مسؤولية فشلنا في تحقيق ذلك.
* * *
علينا أن نسأل دائماً عن الأجندات التي يخدمها خطاب "الإخوان" في اليمن، وعلى الدوام سنجد أن خطابهم يخدم المصالح الشخصية لقادتهم، والأجندات والمصالح القطرية بشكل عام، ويصُبّ، بالتالي، في خدمة مليشيا الحوثي، والمشروع الإيراني. من مصلحة اليمن، والتحالف العربي، تحرير الحكومة الشرعية اليمنية من هيمنة جماعة الإخوان، وحلفائها العسكريين والقبليين والسياسيين.
"الإخوان" وحلفاؤها، حالوا دون تشكل قيادة وطنية قوية في الحكومة الشرعية؛ بسبب فسادهم ونزوعهم الدائم لخدمة مصالحهم الذاتية على حساب المصلحة الوطنية العليا. هم الذين عملوا على تأخير مهمة إنهاء الانقلاب الحوثي، وتحرير اليمن وتخليصها من هيمنة مليشياته.
فسادهم أبقى الحكومة في حالة من العجز والوهن، وحال دون تشكيل جيش وطني حقيقي يتولى مهمة مواجهة مليشيا الحوثي. ونتيجة ذلك واضحة في مأرب وتعز والجوف و"نِهْم"، حيث هناك جيش وهمي يتحكم به أشخاص فاسدون وغير مؤهلين، يفتقدون للحدد الأدنى من الحس الوطني، والضمير الأخلاقي الذاتي، وكرسوا جهودهم للإثراء الشخصي عبر الفساد الوقح، ودعم العصابات والنهب المنظم للموارد والإمكانيات، بدلاً من تحرير اليمنيين من طغيان مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
بالتأكيد هناك قادة وطنيون وصادقون ومؤهلون، لكن القرار ليس بيدهم، أو تعرضوا للإقصاء والقتل. أما الجنود والمقاتلون فلا يستطيع أحد التشكيك بهم، فهم وطنيون شرفاء وأبطال حقيقيون. بيد أنهم مبتلون، كما نحن، بقادة غير مؤهلين وفاسدين.
* * *
الطبيعي أن تكون مواجهة مليشيا الحوثي هي الهدف الرئيسي لكل يمني حُر وشريف.
لكن "الإخوان" شوشوا على هذا الهدف، وأدخلونا في صراعات جانبية وبينية ما كان يفترض الانجرار لها، أو الدخول فيها؛ في الوقت الراهن على الأقل. الطبيعي أن نؤجل كل خلاف بيننا، أو بيننا وبين "التحالف"، حتى التخلص من مليشيا الحوثي. إلا أن قطر نجحت، عبر مرتزقتها ولخدمة مليشيا الحوثي طبعاً، في اختلاق معركة جانبية لنا مع السعودية والإمارات. وما كان لقطر أن تنجح في ذلك لولا "الإخوان".
وبدلاً من أولوية مواجهة الحوثي، صارت الأولوية لمواجهة أبو ظبي والرياض!
إن هيمنة "الإصلاح" على الحكومة، واستئثاره بكل شيء في مأرب وتعز، أدى، أيضاً، إلى تبديل أولويات المعركة الوطنية ضد الانقلاب المليشاوي، ودفع كثير من اليمنيين إلى اتخاذ موقف الحياد فيها.
حزب الإصلاح وحلفاؤه، أعاقوا عملية تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، وأصابوا معنويات اليمنيين في مقتل. لقد استأثروا بكل في شيء، بما في ذلك قيادة جبهات القتال، فنهبوا الدعم المالي والعسكري المخصص لها، وسَلَّمُوها لمدرِّسين وأشخاص لا علاقة لهم بالحرب وغير مؤهلين. سيطروا على "موارد الدولة" المتاحة، وأغلب الوظائف الحكومية، وأداروها بشكل أضعف الموقف الأخلاقي والوطني لـ "الشرعية"، وقَوَّى من موقف الحوثي. بنوا جيوشاً وهمية، ومارسوا فيها وباسمها عمليات فساد وقحة هزّت معنويات أبطال الجيش ورجال المقاومة الشعبية في كل مكان. وما تراجعهم من "نِهْم" و"صرواح"، وخسارتهم لمحافظة الجوف، إلا نتيجة مباشرة لذلك. لا يمكن لجيش أن ينتصر بقادة فاسدين، وغير مؤهلين.
قبل أن يتم إنهاء الانقلاب الحوثي، تسابق حزب الإصلاح وحلفاؤه للسيطرة على حكم المناطق المحررة، وقدموا فيها نموذجاً سيئاً جعل كثير من الناس يفضلون الخضوع لهيمنة الحوثي على الانفلات الأمني وعنتريات غزوان المخلافي الصبيانية.
جعلوا مقارنات التفضيل المجتمعية تذهب لصالح مليشيا الحوثي! يا له من عار.
إحدى النتائج الكارثية المترتبة على استئثار "الإصلاح" وحلفائه بقرار الحكومة، وجبها القتال، تمثلت في إعاقة تَخَلُّق وتَشَكُّل قوى مجتمعية مقاومة لمليشيا الحوثي. لقد احتكروا، بشكل مباشر وغير مباشر، حتى مهمة مواجهة هذه المليشيا.
لقد استولوا على المناطق المحررة وعبثوا بها، ولم يستكملوا عملية تحرير اليمن. والأخطر هو إبقاء الوضع الراهن كما هو عليه. لا وَقَعُوا رجال حرب وحاربوا بشكل حقيقي وجاد، ولا وَقَعُوا رجال دولة وحَكَمُوا زَيِّ الناس والناس.
لا حاربوا زِيَّ الناس، ولا خَلُّوا اليمنيين يعيدون تنظيم أنفسهم ويقاتلونها.
وبدلاً من التوجه نحو تحرير صنعاء، يريدون استكمال السيطرة على سواحل شبوة على بحر العرب لتكون منفذاً لتهريب الأسلحة لهم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك