عن "إخوان ثابت" ونقمة الحرب

12:51 2020/10/09

أفرزت الحرب خاصة بمحافظة الحديدة كثيرا من الشخصيات والشركات التجارية التي وقفت بمسؤولية وساهمت في كثير مواقف إنسانية وظلت ترد ولو جزءا بسيطا من الواجب الذي أستشعروه تجاه الحديدة وأهلها.
 
وكان عدد من البيوت التجارية وفي مقدمتها هائل سعيد وإخوان ثابت وغيرها من الشركات لهم الأثر الكبير في دعم مرافق خدمية والمساهمة بصورة مباشرة تجاه المجتمع خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة.
 
ودعوني هنا أتحدث عن إخوان ثابت كجهة تضررت بصورة كبيرة ونالت نصيبا كبيرا جداً من لعنة الحرب ونيرانها، وقد ظل الحاج عبدالجليل ثابت الذي استمر منذ أول قصف على المصنع في 2015 متماسكاً ومتواجداً في الحديدة وأعاد للمصنع ولآلاف العمال روح الاستمرار في عملهم ونهض بهم مجدداً رغم ما حل من دمار.
 
ولم يتوار كذلك عن الوقوف مع أبناء المحافظة في كثير مواقف إنسانية ومعاناة ناتجة عن الحرب.
 
فشاهدنا دعمه للمعلمين في مديريات المحافظة عندما انقطعت الرواتب، شاهدنا عشرات القاطرات من مادة الديزل التي كان يقدمها لمحطات توليد الكهرباء لإعادة تشغيل الكهرباء عندما اشتدت حرارة الصيف، شاهدنا مولدات الكهرباء بأحجامها المختلفة وهي تقدم إلى مستشفى الثورة بالحديدة وبعض المرافق لاستمرار عملها والتجاوب مع أول نداء استغاثة تطلقه المرافق الصحية ومكتب الصحة ومركز علاج الأورام، دعم وما يزال يقدم الكثير للمرافق الصحية خاصة عند اجتياح الأوبئة والأمراض، شاهدنا قافلات المواد الغذائية وهي تتجه نحو المناطق التي اجتاحتها المجاعة في جنوب الحديدة، تبنى كغرفة تجارية فكرة صندوق دعم كهرباء الحديدة من واردات الميناء الذي قام طواهيش صنعاء لاحقاً بنهبه، دعمه المتكرر لحملات النظافة في المدينة، وغيرها الكثير من المواقف الإنسانية التي لا ينكرها إلا جاحد.
 
وفي عام 2018 وصلت المعارك إلى كيلو 7 ونال المصنع والمستشفى النصيب الأكبر من الدمار وتوقف المجمع لأشهر عن العمل وأعاد الرجل من بين الركام الروح لكيان إخوان ثابت بإعادة تشغيل المصنع وكان التحدي الأكبر بالنسبة له وللعمال الذين أصروا على العمل في ظروف صعبة رغم أن نيران الحرب طالت عددا منهم باستشهاد البعض وإصابة آخرين، وأعيد الإنتاج للسوق اليمنية رغم التحدي الكبير الذي لا يزال حتى اليوم من خلال تعرض المصنع لهذا الصلف الحاقد من القصف والتدمير الممنهج وآخرها بالأمس من خلال قصف هناجر المواد الخام واحتراقها بالكامل وهو ما يهدد توقف العمل بالمجمع.
 
سبق هذا الحادث العديد من الحوادث المماثلة، فما نرى إلا روح الإصرار والتماسك وعدم الانهيار أو السقوط لتستمر آمال آلاف العمال باستمرارهم في عملهم وثقتنا بتجاوزهم هذه المحنة التي تهدد آلاف الأسر. 
 
ماكتبته بالتأكيد، إخوان ثابت هم في غنى عنه، ولكن في مثل هذه الظروف يستحقون منا كلمة حق تقال كأقل واجب لما يحدث لهم، وعوضهم بالتأكيد على الله، فنسأل الله أن يعوضهم كل خير.
 
وتحية لكل عامل وموظف في المجموعة يكافح في هذه الظروف لأجل لقمة العيش ولأجل النهوض واستمرار مصدر رزقه ورزق أطفاله، ورحمة الله على من استشهد منهم، والشفاء للجرحى، ولا نامت أعين الجبناء.
 
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك